بقلم الدكتور مهند العسود إستراتيجية حل المشكلات

بقلم الدكتور مهند العسود إستراتيجية حل المشكلات

إستراتيجية حل المشكلات Problem Solving

بقلم الدكتور مهند العسود

يمكن توصيف هذه الاستراتيجية بأنها هي نشاط ذهني منظم للمتعلم. يستند إلى منهج علمي يبدأ باستثارة تفكير المتعلم بوجود مشكلة ما تحتاج التفكير لحلها، إذ يستعصي حلها مباشرة، ما يقتضي البحث عن حلها وفق خطوات علمية مدروسة من خلال ممارسة عدد من النشاطات التعليمية أو مجموعة من المهارات التي سبق تعلمها

ولا شكّ في أنّ المشكلة قضية غامضة تتطلب الحل، وهي حالة يشعر فيها المتعلم بالحيرة حول قضية أو موضوع معين وفي الوقت نفسه هي موقف جديد يتعرض له المتعلم، وتكون عادة على شكل مسائل في سياق لغوي (نص لغوي)، أو في سياق لغوي حياتي، أو أي سياق تطبيقي، ولا يرى المتعلم طريقًا واضحًا أو مباشرًا للتوصل إلى حلها، فهي تختلف عن المسائل والتمارين الروتينية في كونها جديدة الطرح؛ وتتضمن تحديًا لتفكير المتعلم، تحديًّا من شأنه أن يضع عائقًا أو حاجزًا في طريقهم نحو الحلّ، فيحفزهم إلى البحث في كيفية تخطيه

وتأتي أهمية إستراتيجية حل المشكلات من كونها الهدف النهائي، أو النتاج الأخير لعملية التعليم والتعلم، فالمعارف والمهارات والمفاهيم والتعميمات، بل وكل الموضوعات الدراسية الأخرى قاطبةً، ليست هدفًا في حد ذاتها، إنما وسائل وأدوات تساعد الفرد على حل مشكلاته الحقيقية، بالإضافة إلى ذلك فإن حل المشكلات هو الطريق الطبيعي لممارسة التفكير بوجه عام

ويمكن إيجاز خطوات استراتيجية حل المشكلات بما يأتي
اولا- الشعور بالمشكلة: إدراك معوق يحول دون الوصول للهدف

مفهوم التعلم النشط

ثانيا – تحديد المشكلة: وصفها بدقة مما يتيح لنا رسم حدودها وما يميزها عن سواها
ثالثا – تحليل المشكلة: تعرف الفرد على العناصر الأساسية في مشكلة ما، واستبعاد العناصر التي لا تهم المشكلة
رابعا – اقتراح الحلول: وتتمثل في قدرة الفرد على التمييز والتحديد لعدد من الفروض المقترحة لحل مشكلة ما
خامسا – تقويم صحة الفروض: قبول الفروض المنطقية ورفض غيرها
سادسا – تنفيذ الحل
سابعا – تقويم الحل، وفي ما إذا كان خاطئاً فلا بُدّ من استبعاد الحلّ، وتجريب فرض آخر بالاستفادة من الأخطاء الواردة في الحل السابق
ويمكن اختصار دورة حل المشكلة في نموذج (جورج بوليا) لحل المشكلة بأربع خطوات تشكل دورة متكاملة بالوصول إلى الحل
افهم       تحقق

خطط      نفذ
ولهذه الاستراتيجية كغيرها من الاستراتيجيات مزايا ومآخذ، وإن كانت مزايا تفوق ما أُخذ عليها، فهي أسلوب علميّ يستقصي المعلومات ذات العلاقة بالمشكلة استقصاءً واعيّا وتامًا، فضلاً عن أنها تؤدي إلى استنتاجات منطقية علمية، وتفرض لدى المتعلم مهارة التحليل والربط بين العلاقات، واكتشاف تلك العلائق اكتشافاً مبنيّا على منهج مدروس وغير ذلك من المزايا التي تجعل الحاجة إلى توظيف هذه الاستراتيجية مُلحّة وضرورية في حياتنا اليومية، ولا سيّما في عصر التفجر العلمي والمعرفيّ وما قد يرافقه من مشكلات وتحدّيات تتطلب حلًا واعيَّا وفق خطوات مقنّنة تستند إلى التفكير الناقد

أمّا ما سُجّل على هذه الاستراتيجية من مآخذ لا يكاد يُنقص من أهميتها شيئًا، من مثل: استغراقها وقتًا طويلًا نسبيّا لتعلم المفهوم الواحد يتجاوز وقت الحصّة الواحدة، مع أنني لا أعدّ ذلك مثلبة، بل هي على العكس من ذلك، إذ تجعل التفكير بالمشكلة ممتداً إلى خارج اسوار المدرسة، وهذا أمر محمود، فالتعلم لا ينحصر بالمدرسة معلمًا ومكانًا بل لا بدّ من ديمومته في مناحي حياتية يومية، ومّما يُنسبُ على هذه الاستراتيجية سلبيّا كونها أنسب لعمل المجموعات، ولكن المتأمّل في ذلك يراها مزيّة لها لا عليها، إذ إنها بذلك تؤسس لمجموعة تعلّم ولا سيّما إذا أحسن المعلم استغلالها خير استغلال، وهيَّأ لها بيئة عمل مناسبة من شأنها أن تعزّز الحوار الهادف، وترسّخ بناء شخصية المتعلّم وتحفّزه إلى التعامل مع ما يحيط به برؤى ثاقبة

وزارة التربية والتعليم (moe.gov.jo)

تعلم التسويق الالكتروني

Loading...
Play ButtonPlay Button

You May Also Like