فجوة المعرفة
بقلم الدكتور محمود المساد
مدير المركز الوطني لتطوير المناهج
تتمثل فجوة المعرفة في الفارق بين ما خُطط له على مستوى تحقيق النتاجات لدى المتعلم وما حُصّل لديه فعلًا من مستوى تحقيقها. وقد تكون هذه الفجوة على مستوى المتعلم الفرد، وقد تكون لمتوسط تحقيق النتاجات المطلوبة على مستوى المجموعة في الفصل الدراسي أو المدرسة أو الطلبة جميعهم بحسب السلطة المشرفة – حكومية، خاصة، أهلية
وقد تقاس فجوة المعرفة استناداً إلى معايير محلية أو معايير دولية، وقد تتحدد بالرجوع إلى متوسط المعرفة لدولة ما أو لمجموعة من الدول المتقدمة أو لمجموعة من الدول للكشف عن فجوة المعرفة لغايات المقارنة والتخطيط للنهوض بمستوى التعليم، أو الوصول بطلبته لحد الأمان الذي يقترب من متوسط الدول أو الأفراد المستهدفين بالمقارنة
والغاية من الوقوف على فجوة المعرفة التأكد من مستوى الحال الذي آل إليه النظام التعليمي، أو الأفراد المستهدفين بالكشف عن فجوة المعرفة لديهم، أو المتعلم فردًا، وهنا تبتدئ الجدية وراء مثل هذا السَّبْر من خلال برنامج الإصلاح ومعالجة هذه الفجوة بالتقليل من حجمها أو بتخفيف حدة آثارها أو سدّ تلك الفجوة. وتظهر قيمة هذا الإجراء إذا ما عرفنا أن التعلم الجديد لا يحصل إلّا إذا بُني على اتقان التعلم السابق، وهذا ما يُطلق عليه التربويون المتطلب التعلميّ القبليّ
إن معرفة حجم الفجوة المعرفية في غاية الأهمية خاصة بعد جائحة كورونا التي عاشها ويعيشها العالم بأسره، وأن أي استئناف لعملية التعليم والتعلم تحتاج بالضرورة إلى هذا الكشف. لذلك عبثاً نفعل إن تجاوزنا هذا الأمر واعتبرناه غير لازم أو ليس ضروريّا وهنا نتحدث عن الجدية والمسؤولية وأمانة الواجب. لهذا تقوم الأنظمة حاليّا بإعداد البرامج الاستدراكية والعلاجية المكثفة قبل البدء بأي تعليم وتعلم جديد آخذين بعين الحرص والاهتمام وقت الدراسة والمفاهيم والمهارات واجبة التحصيل والاتقان والأساليب الأميز لتحقيق ذلك
لقد أدركت وزارة التربية والتعليم هذا الأمر في وقتٍ مبكر، وتوقعت وجود هذه الفجوة في معرفة الطلبة واكتسابهم لها خلال فترة الجائحة وتقديمهم للتعليم عن بعد، الأمر الذي حدا بها إلى التخطيط الفاعل لتشخيص مستوى تعلم الطلبة وقدراتهم التي تمكّنهم من متابعة دراستهم لأي مفهوم جديد، وخصصت فترة زمنية كافية لمراجعة المفاهيم والمهارات الأساسية الحرجة أو تعلمها واكتسابها قبل الدخول إلى التعلم الجديد، فضلاً عن مدّ فترة الفصل الدراسي الثاني 2020-2021 لثلاثة أسابيع وهذا حقيقة علاج ناجح لسد فجوة المعرفة المتوقعة في ظلّ التناميّ المعرفيّ، مع ضرورة التنبُّه إلى تعريض حزمة الإجراءات هذه، وغيرها إلى مزيد من ديمومة التقييم، واستقطاب التغذية الرّاجعة الهادفة إلى التطوير والبناء المعرفي والمهاري
وزارة التربية والتعليم (moe.gov.jo)