المساد: يدعو لأنسنة التفوق العقلي والمتفوقين عقليا
دعا الدكتور محمود المساد المجتمع الدولي وحكومات الدول وأصحاب الرأي والاختصاص إلى أنسنة التفوق العقلي والمتفوقين عقليا من خلال ورقته البحثية التي عرضها في المؤتمر العلمي الدولي السادس عشر لرعاية الموهبة والتفوق والذكاء الاصطناعي في التعليم:رؤى مستقبلية المنعقد في رحاب جامعة البتراء – عمان (6-7) أيار 2023 م بعنوان ” برنامج أنسنة التفوق لضبط التكنولوجيات القائمة على الذكاء الاصطناعي “. مؤكدا في ورقته على الفكرة الرئيسة التي تدور حول الكيفية التي عن طريقها نبني مرجعية فلسفية قابلة للترجمة لبرنامج واقعي من أجل تنشئة وإعداد المتفوقون وضبط شخصياتهم وأفكارهم وسلوكهم باتجاه تغليب الجانب الإنساني،بما يظهر واضحا في علاقاتهم الارتباطية التبادلية بينهم وبين نواتجهم التكنولوجية القائمة على الذكاء الاصطناعي. بمعنى إيجاد أو توفير مضمون فلسفي قيمي مرجعي يشكل إطارًا فكريًا للمتفوق يوجهه معرفيا وسلوكيا بشكل إيجابي إنساني محترم حال عمله على انتاج تكنولوجيات قائمة على الذكاء الاصطناعي.
وشدد ” المساد ” عل ضرورة العودة إلى الشخص المتفوق نفسه باعتباره المنطلق والمطور لهذه النواتج التكنولوجية القائمة على الذكاء الاصطناعي ، والتفكير به وتشريبه بالقيم المرغوبة بطريقة ما تقود بالتالي إلى ترجيحه فكرة الخير على الشر فيما يطور أو ينتج . منوها إلى أن لزوم البحث في الأفكار والظروف والمغريات وطبيعة البشر والضعف الإنساني المحتمل متعدد الوجوه، الذي أوقع بالمتفوقين عقليا بهذا الشرك، وأيضًا بالمقابل التركيز على منظومة القيم التي يمكن غرسها وتجذيرها في نفوس المتفوقين عقليا وفيما هي كافية لتحصينهم أم لا .
وبالطريقة نفسها التفكير بعمق وتأني بالبيئة المركبة المادية والعاطفية والإنسانية الحاضنة لميلاد التفكير المنتج لهذه التكنولوجيات الاصطناعية ، وهل بالإمكان بنائها وضبطها من أجل توجيه الانتاج نحو الخير والازدهار لكافة البشر، أم ستغلب السياسة ومغريات قوة المعرفة الشريرة على استغلال العقول المتفوقة واقناعهم بمبررات وطنية خادعة في تغليب الشر على ما يطورون ويصنعون .
وقال ” المساد ” محذرا إن عزل المتفوقين في مختبراتهم تحت ذرائع مختلفة جذعها المشترك أمني عن محيطهم الاجتماعي يزيد في توحشهم ويبعدهم عن التأثر بقيمة الاحترام، ويضعف حس المسؤولية لديهم عن شرورهم فيما يفكرون به وفيما يخططون لتطويره وصناعته.
وحقيقة شرحت الورقة البحثية بوضوح العلاقة الارتباطية بين طرفي المعادلة – المتفوقين وما يبتكرون – من أجل عملية الضبط المقصودة فقالت : لمّا كانت التكنولوجيات القائمة على الذكاء الاصطناعي تحمل الوجهين الخير والشر، النفع وازدهار البشرية والتدمير وشقاء البشرية، وأن السبب وراء تغليب أحدهما على الأخرى هو المتفوق نفسه الذي قام منفردا أو مع مجموعة عمل في الابتكار للفكرة والاشراف على انتاجها، فقد بات لزاما العمل عل المتفوق في التنشئة والإعداد ابتداء من الأسرة مرورا بالمدرسة والجامعة والدولة من خلال برامج وتشريعات داعمة وصولا للحواضن الاجتماعية المعززة للاهتمام والتقدير بالمتفوق وفئته من السكان،من أجل تأسيس وترسيخ وتشريب المتفوق بالقيم والعواطف الإنسانية الإيجابية التي تشكل إطاره الفكري الذي يوجه سلوكه بالاتجاه الحامل للخير ورفاه البشر.
وقدّم ” المساد “ في نهاية عرضه خطوط عريضة لبرنامج شامل للتنشئة والإعداد لدورالمتفوقين في انتاج التكنولوجيات القائمة عل الذكاء الاصطناعي من أجل:-
– أنسنة التفوق والمتفوقين وتغليب أفعال الخير لديهم فيما يخططون له وينتجون من تكنولوجيات كأفراد ومجموعات . ( برنامج تدريبي شامل ).
– تعزيز ثقافة المجتمع باتجاه دعم التفوق والمتفوقين من أجل دعم أفعال الخير فيما يخططون له وينتجون من تكنولوجيات قائمة عل الذكاء الاصطناعي وتقديرها ومكافأتهم عليها أمام المجتمع. ( خطة اعلامية توعوية موجهة للمجتمع )
– ردع السياسة التي تدعو لعزل المتفوقين ، بهدف رفع قدراتهم الإيجابية التي من شأنها ضبط خياراتهم في تغليب اتجاهات الخير والنفع البشري لما يقومون به من تطوير وانتاج لتكنولوجيات قائمة على الذكاء الاصطناعي من خلال برامج متخصصة فردية وزمرية وجمعية تركز في مضامينها على : –
– ترسيخ منظومة القيم الإيجابية الإنسانية لدى المتفوقين من أعمار مبكرة ( محتوى البرنامج التدريبي )، تبدأ في الأسرة تقوية شبكة العلاقات بين المتفوقين والمجتمع بمؤسساته كافةومرورا بالمدرسة في الصفوف المبكرة ومن ثم العليا وصولا إلى التعليم العالي، بحيث يتظافر العمل على تغليب الاتجاهات الإيجابية في بناء الشخصية القوية القيادية لدى المتفوق ذات الذكاء الاجتماعي والعاطفي المرتفع.
– تعزيز الحاضنة الاجتماعية الضيقة التي تتكون من البيت والمدرسة والحي إلى الواسعة الكبيرة على مستوى المجتمع المعزز بدعم التفوق وتقديره المستمر المضطرد .
– توفير كل ما من شأنه أن يقوي شبكة العلاقات الاجتماعية الإيجابية بين المتفوقين ومؤسسات المجتمع كافة. ( تشريعات تضمن التشبيك الفعال مع مؤسسات المجتمع محليا ودوليا ).
وزارة التربية والتعليم (moe.gov.jo)
