مجتمع بلا مدارس
( Ivan Illich إيفان إيليتش )
ما بين الفينة والأخرى تطالعنا بعض المجلّات والصّحف ومواقع التواصل الاجتماعي بمقتطفات من كتاب ( مجتمع بلا مدارس) وتظهر النيّة المبيّتة سلفا حول الانتقاص من دور المدرسة كمؤسسة تربويّة ، وتعرض ما قاله ( إيليش) وكأنه مسلمات وواقع يجب التسليم به، متناسين أو متجاهلين الفرق الزّمني الذي يفصلنا عن زمن تأليف هذا الكتاب، وما تخلل هذه الفترة من جهود مضنيّة للارتقاء بالعملية التربوية وإصلاح التّعليم، وترسيخ دور المدرسة. وسنتناول في هذه المقالة ما أورده ( إيليش) في كتابه، ونحاول نقد ما جاء به نقدا بناء لعلنا نردّ للمدرسة بعضا من اعتبارها
يعتبر ( إيفان إيليتش) من أكثر المربين المعاصرين جرأة على نقد المؤسسة التعليميّة والمفاهيم التعليميّة المختلفة التي تقوم عليها ، فهو يدعو في كتابه( مجتمع بلا مدارس) الّذي قام بتأليفه عام (1971م) إلى تجريد المجتمع من المدرسة، وإلى إلغاء التّعليم الإلزامي وإلى إحياء شبكات معرفية جديدة تكون النقيض المباشر للمدارس العادية، وكان مهتماً بنقد المؤسسات الحديثة عموماً، وفي مقدمتها المؤسسة التعليمّية (المدرسة) التي رأى فيها أداة بيد السلطة لترسيخ هيمنتها وإخضاعها للحكومات، وقد كان لعمله كراهب في أحد أحياء نيويورك الفقيرة، ثم ككاتب لرئيس جامعة ( بورتربكو) ، وأخيرا كمؤسس لمركز الوثيق الثقافي في المكسيك الدور الأساسي في دعوته التربويّة ومواقفه التحرريّة عموما
ومع أن ( إيليتش) تداول المسألة التربوية والثقافية في مقالات عدة، إلاّ أن كتابه( مجتمع بلا مدارس) يبقى الأكثر شهرة بين أعماله، وهذا الكتاب يجمع بين دفتيه مجموعة من الأبحاث النظريّة التي يمكن تتبعها تربويا ثم مناقشتها في مرحلة أخرى باعتبارها نموذجا تحليليا ومعرفيا له خلفياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية
لم يكن لدى ( إيليتش) شك بأهمية التعليم الإلزامي، حتّى تبيّن له أن حقّ الإنسان بالتعلّم أصبح يساوي ذهابه إلى المدرسة وإلا فلا
ينتقد( ايليتش) في كتابه تحوّل الخدمات والحاجات الطبيعية للإنسان إلى منتوجات استهلاكية، ويرى أنّ حصر الخدمات في حدود المؤسسة بشكل عام، وسجن الّتعليم في حدود المدرسة بشكل خاص، أدّى إلى إنتاج أشخاص مستهلِكين ومتقبّلين للنظام الرأسمالي
لقد انطلق( إيليش) في نقده للعملية التربويّة من الزاميّة التّعليم حيث يرى أن التّعليم الالزامي والمساواة لا يمكن تحقيقهما على الصّعيد الاقتصادي على الأقل، وكما أن نتائج العملية التربويّة كانت ازدياد الفروقات بين الأفراد و الأمم، ويضرب مثالا على ذلك: في الولايات المتحدة الأمريكية تم انفاق ثلاث مليارات دولار على ستة ملايين طفل متخلف دراسيّا دون تحسّن يذكر، وإنّما يجب تقديم الفرص التربويّة المتكافئة للجميع، وهنا يتساءل ( إيليتش) عن سبب وجود الأطفال في المدارس ويجيب
هل يجب أن يذهب الأطفال إلى المدرسة
هل الأطفال يتعلّمون في المدرسة؟
هل المدرسة هي المكان الوحيد الذي يتعلّم فيه الأطفال ؟
وبالرغم من أن فكرة التعليم الإلزامي نشأت ابتداءً لخلق فرص متساوية، يرى( ايليتش) أنها أوجدت طبقيّة من نوعٍ آخر، حيث صنع النظام التربوي المتمثل في الصف والمدرسة طبقيّة شهادات وعلامات، وأصبح تعريف الفقر معتمِداً على الفكر الاستهلاكيّ الذي ترسّخه المدرسة في ذهن طلبتها، وأن الطالب يُدرّس في المجتمع المؤسساتي لكي تتطابق رغباته مع المنتجات الاستهلاكية التي يوفرها السوق، حتى أنه يشعر بنقص داخلي لو لم يستطع أن يوازي المعايير التي يحددها له الفكر الاستهلاكي.
وبحسب رأي ( إيليتش) تنتهي العمليّة الدراسيّة في المدرسة إلى تحويل الإنسان إلى كائن مطواع مسلوب الإرادة، ، و مجرّد أداة في آلة المجتمع، يلتزم بما يتاح له من فرص وأدوار، لا تكتفي المدارس الحالية بتدجين الأطفال للاستجابة لقيم مجتمع الاستهلاك فحسب، بل تحاول جعل الإنسان مدمنا لهذه القيم، وغير قادر على نقدها، فيصير كائنا مطيعا يفتقر إلى ملكة النقد، وهذه واحدة من أسس العصر الصناعي التي استهدفت أن يؤدي الإنسان دورا محدودا في المجتمع من خلال عملية الإنتاج دون أن يكون له حق في تغيير هذا الدور، وفوق ذلك فالمدرسة تؤدي وظيفة التّشكيل وتنشئة الناشئة وفق مصالح الطبقات المهيمنة في المجتمع، إذ إن الطلبة يعيشون بمعزل عن الحقيقة اليوميّة والثقافات ، فلا طفولة كاملة، ولا الجو الخانق داخل غرفة الصف يمكن أن يكون له وجود خارج غرفة الصف, حيث يعيش الطّلبة حالة من الفصام، وأما معارف الطّلبة فيأتي قسم منها من خارج المدرسة وتربيتهم ذاتية, واختصر حديثه : إنّ المدارس تحقق أعمالا للمدرسين ولا يوجد ضمانات لاحترام الحرية الفرديّة حيث يجمع المعلّم بين وظائف: القاضي والأيدولوجي وطبيب النفس، وفي نظرة غامضة يعبّر ( إيليتش) عن أنّ المدرسة تشّكل الدّين الكوني الجديد، فهي ليست أكثر من مؤسسة لبيع المناهج المعدّة على شكل البضائع الأخرى ، وفي سوق عمل يزداد اتساعا باستمرار، وتستمر المدرسة في الانحراف عن غاياتها الأساسية حيث اختارت لنفسها أسلوب للإنتاج يسمى ( بحثا) أو ( تعلمّا) بدلا من أن يكون ملتقى بسيطا ومتواضعا وفوضويّا دون أي خطط مسبقة ووسط غليان الأفكار … أي حركة في اتجاه تحرير الإنسان لا يمكن لها إلا أن تمرّ بعملية القضاء على المدرسة وعلى التعليم الالزامي ،
عندها تعود الحقيقة لقضية المعرفة وإلا فإن الأيدولوجيا المدرسيّة ستقود إلى الانتحار الفكري، ويضيف: ومن المؤسف أن المجددين التربويين لا يريدون تغيير المؤسسات التربويّة حيث أنها في اعتبارهم قنوات لتوزيع المناهج التي يقترحون بغض النظر عن نوعيتها ، يشير إيفان (إيليتش )في معرض نقده للنظم التعليميّة إلى أنّ الزيادة في عدد المدارس يفوق عدد الطلاب اللازم انتظامهم في هذه المدارس ، هي دلالة صارخة لتحوّل المدرسة من دورها الوظيفي المتمثل في “مأسسة القيمة” لكي تصبح مشروعا ربحيا قائما على مبدأ “تسليع القيمة“، وبالطبع فإن كل عملية “تسليع” تحمل في رحمها جنينا استهلاكيا، أي أن الشعار المرفوع تربويّا ( التعلّيم أفضل استثمار) ،ويتابع قوله: إن من المهم إعادة اكتشاف الدهشة الشخصيّة بدلا من الانسياق وراء البضاعة التي تنتجها المؤسسات. يرى ( إيليتش) بأن التّعليم الإلزامي ما هو إلا مظهر من مظاهر الاعتداء على حريات الأفراد، والذي يحمل في عمقه روحًا تسلطيّة، إذ كيف يُجبر طفل على الجلوس في مكان واحد كل يوم ولست ساعات متواصلة يتخللها استراحة لبرهة وجيزة، وبعدها يتم العودة إلى مقاعد الدراسة ؟
وملخص ما قاله ( إيليتش) في هذه الفقرة : أن مهنة التعليم هي مهنة من لا مهنة له، وهي استثمار رابح
أما مفهوم شبكات المعرفة عند ( إيليتش) فهو يتوقف عند فكرة أن التغيير في البيئة الاقتصاديّة والسياسيّة في مجتمع ما يؤدّي إلى تغيير المؤسسات التربويّة، وأن المدرسة تستهدّف دائما تنمية الانتاج والطرائق الكفيلة بالوصول إلى الضبط الاجتماعي ، لذلك فإن ما نحتاجه هو علاقات جديدة بين الإنسان و محيطه، ومن هنا يقترح إنشاء أربع أنواع من الشبكات أو المحطات المعرفيّة الكفيلة بتحقيق هذه العلاقات التربويّة وهي
خدمات الاتصال بالوسائل التربوية، أي تعميم المعدات التربوية على مراكز الانتاج والترفيه لتصبح في متناول الجميع
خدمات تبادل المعلومات: تبادل المعارف المختلفة بين الاشخاص بمعزل عن الاعتبارات المدرسية
خدمات تنظيم اللقاءات بين أشخاص متساويين ، أي تسهيل اللقاءات بين الأشخاص الذين يتقاسمون الاهتمام نفسه ، دون أي اعتبارات لأي شيء آخر، وهذا نقيض الحضور الالزامي والعمر والجنس والعرق
خدمات المربين المحترفين: مساعدة الذين يطلبون المزيد من المعرفة على أيدي اختصاصيين شرط بأن يكون ذلك بكامل حريتهم
ولقد كانت مبرراته في نقد المؤسسة التربوية المتمثلة في المدرسة كما يلي
أولا: مبررات تربويّة
لا تحقق المدارس التعليم فمعظم ما يتعلّمه الفرد يكون من خارج المدرسة
هدف المدارس هو تدجين المتعلمين وتطبيعهم مع واقع مجتمعهم
ترك كثير من المعلمين لمهنتهم وتزايد الإحباط لدى الطلبة
هدف الجامعات الحصول على الشهادات( كرتون) وليس البحث عن الحقيقة
تهديد حريّة المتعلمين من خلال التعليم الإلزامي ) بداية الهجوم على المدرسة)
اخضاع المتعلمين للقلق و التوتر من خلال فرض الاختبارات والنظام المدرسي الصارم
يتم قولبة الطلبة بدلا من تشجيع الإبداع و الابتكار
المناهج الدراسية عبارة عن رزم معرفية جامدة
المدرسة تتعصب للطفولة
ثانيا: مبررات اقتصادية و اجتماعية
المدارس لا تحقق العدالة الاجتماعية ولا تسهم في ديمقراطية التعلّيم
ضخامة الانفاق على المدارس وضعف مواردها
وبناء على هذه المعطيات فقد دعا ( إيليتش) إلى
تجريد المجتمع من المدارس
الغاء التعليم الالزامي
إحياء شبكات معرفية جديدة هي النقيض المباشر للمدارس الحالية
تحليل ومناقشة وتقويم لأفكار ( إيليتش) التربوية في ضوء الاتجاهات التربوية الحديثة
ما يريد(إليتش) قوله
إن المدرسة لا تحقق الهدف المرجو منها، ما دامت تلقينّية، ولا تخدم القيمة التي من المفترض أن تخدمها، ألا وهي التعليم والتفكير الإبداع والإبتكار، وهنا يجد مناصرو ( إيليتش) ضالتهم حيث يرجعون بجذور هذه الدعوة إلى القرن الثامن عشر الميلادي التي مثّلها علماء وفلاسفة عقلانيون، كان من بينهم المفكر الفرنسي (جان جاك روسو) الذي دعا إلى إغلاق المدارس التلقينيّة والعودة إلى التفكير الفطري الطبيعي الذي قاد البشرية قروناً طوالاً نحو التقدم والازدهار، لقد قام ( إيليش) ببناء انتقاده للمدرسة من خلال بعض أقوال ( جان جاك رسو، وفروبل، وبستالوزي):” يجب أن يتعلّم الطّفل بما يرغب دون تقييد، وأن المدرسة والتّعليم النظامي يفسدان الطبيعة الخيرّة للطفل“، ويقول بتهكّم: كيف للمدرسة أن تتعصب للطفولة؟ وهنا يصف التعليم كأنّه عملية تلقيح فقط، وأن مفهوم المدرسة هو أحد اكتشافات البرجوازية التي عممّته على الّدول كأنه دين كوني جديد. كما ويستشهدون أنصاره بما يقول المفكر السّعودي( إبراهيم البليهي) في كتابه وأد مقومات الإبداع: ليس غريباً أن يكون الغالب على المتميزين أنهم يضجرون من الأجواء المدرسية الخانقة، فيهجرون التعليم النظامي منذ مراحله الأولى، كما هي حال (جون استيورات ميل وبرنارد شو وأديسون وهنري جيمس وهمنجواي ومورافيا وهربرت ريد وشارلي شابلن وتولستوي وأندريه جيد وأناتول فرانس وروسو… وغيرهم ) وبذلك ينقذون أنفسهم من الملل والضجر المدرسي ويفرون بمواهبهم عن الإرباك المبكر ويهربون من البرمجة الكليلة التي تفسد العقول والعواطف فيفرغون لأنفسهم ويستثمرون الوقت والجهد والاهتمام في تحصيل المعرفة التي يحسّون أنهم بحاجة إليها ويستفرغون طاقاتهم في اهتماماتهم الذاتية التلقائية فيبحثون عن الإجابات المقنعة لتساؤلاتهم الملحّة ويهتمون بما يهيئهم لحياة حرة ناضجة بعد أن نجت قابلياتهم من القولبة التعليمّية
وبما قاله المفكر(بول سالمون) : عندما أعيد النظر في كل التفاهات التي تعلمتها في المدرسة فإني أتعجب كيف أني ما زلت أستطيع التفكير
إن دعوة( إيليتش) قائمة على منطلق الدفاع عن القيم الإنسانية وأخصها: الحريّة الشخصيّة ، أي أنه ينتقد مسائل تعليميّة محددة دون اعتبارات لخاصيّة المدرسة التاريخية و أشكال الصراع الاجتماعي المحتدمة حول المدرسة في المجتمع الواحد، ولا ينفع ( إيليتش) قوله: بأنّ المدرسة هي مؤسسة تربويّة متجانسة في البلدان جميعها حيث التناقض السياسي والأيدولوجي بين النظم المختلفة، وأي انتاجية ؟ وأي ضبط اجتماعي تقوم المدرسة بتحقيقه؟ ولمصلحة من؟ وقضية فشل التّعليم المتساوي للجميع فهذا و بالأرقام و النسب غير فعلي، فعلى سبيل المثال في البلدان الاشتراكية كان الّتعليم الثانوي معمم على جميع المواطنين ، لذلك تكون مقولته مقصرة على البلدان الرأسمالية
وعندما يقول ( إيليش) : “أن المدرسة أفرزت مفهوما للطفولة هو من النتاجات المتأخرة للبرجوازية“. من هنا نستغرب لماذا لا يعمم ملاحظته هذه على مجمل العلاقات الإنسانّية القائمة بين المعلمين والمتعلمين والمتحكّمة بالعمل المدرسي، فضلا عن ذلك فإن المدرسة في المجتمعات الرأسمالية نفسها بدأت تتخلى أكثر فأكثر عن نموذجها التقليدي والبيروقراطي
وأما نقده للمدرسة كونها مؤسسة استهلاكية غير انتاجية، قد ينطبق هذا القول على المجتمعات والحال التربوي في زمانه غير البعيد نسبيا ولكنه مختلف تقنيا عما نحن فيه الآن من تقدم وتكنولوجيا طاغية على كل القطاعات حيث أن التقدم الذي ظهر في السنوات العشر الأخيرة فاق كل التصورات ويمكن القول بأننا نعيش في عالم اللامعقول ، حيث أن المجمعات الحديثة أصبحت أكثر وعيا تربويا وعلميا وتخطيطا وتنفيذا، وكثير من دراسات البلدان الرأسمالية ثبت أن المدرسة تساهم دائما في عملية معاودة الانتاج الاجتماعي عن طريق معاودة انتاج القوى الاجتماعية القائمة والايدولوجية السائدة
إنه بدعواه للعودة إلى الطبيعة و الأصالة وإلى التناغم بين الإنسان ومحيطه وإلى الحرية الفردية، ما ذلك إلا تأثرا بما قاله بعض المفكرين ضمن معطيات مختلفة عما نحن فيه الآن في وقتنا الحاضر، فلكل زمان دولة ورجال
فالمدرسة دون أدنى شك وسيلة مهمّة للغاية يمكن استثمارها بهدف الارتقاء بالوعي الأيدولوجي الهادف لتحرير الإنسان والمجتمع ، وهي تقدّم المزيد من الحريّة والإبداع ، ولعل للأصوات المرتفعة التي تريد من المدرسة أدوارا متعددة تحت ضغط المطالب الشعبية هو السبب الآخر وراء دعوته للقضاء عليها
وحتى نكون أكثر موضوعية فإنّ كان هناك خلل ما فهو ليس في المدرسة كمؤسسة تربوية بل في بعض القائمين عليها، وما تزال الدراسات والأبحاث تسير قدما وتغذ الخطى في سبيل الارتقاء بالعملية التربويّة، وبحاضنتها الأولى وهي المدرسة ، تلك المؤسسة التي ارتبطت صورتها وصورة العاملين فيها ورسالتها بالذاكرة الجمعية للمجتمعات بالتوقير والاحترام والتقدير، وهذا ما يزال السائد في الوعي التربوي العام وعموم العالم وبتراثنا الإسلامي على وجه الخصوص ، حيث يقول الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلّم-: “إنما بعثت معلما” ، ويقول الشاعر حافظ إبراهيم: الأم مدرسة إذا أعددتها… أعـددت شعبا طيب الأعــراق
ولا ننسى قول أمير الشعراء أحمد شوقي: قم للمعلّم وفّه التبجيلا.. كاد المعلّم أن يكون رسولا
ويقول أيضا القائد الكبير ( نابليون بونابرت ) على أهميّة وجود المدارس: أننا كلما فتحنا مدرسة فإننا نكون بذلك قد أغلقنا سجنا
وتعتبر المدرسة عنوانا لرقي وتقدّم الأمم و مؤشرا متقدما في مجال التمييز بين اﻟﻤﺠتمعات المتخلّفة واﻟﻤﺠتمعات المتقدّمة، ولن يثنينا كتربويين ما جاء في كتاب ( إيليتش ) (مجتمع بلا مدارس) عن إبراز الدّور الرّيادي التي تقوم فيه المدرسة من تطوير للأفراد والمجتمعات، ولا يمكن التخلي عنه أو تهميشه، فالمدرسة هي أساس المجتمع وهي البوصلة الحقيقية على تقدمّه ولا غنى لأي مجتمع عن المدرسة ورسالتها، مجتمع بلا مدارس جسد بلا روح