متلازمة الحساسية الضوئية وعلاقتها في اضطراب صعوبات التّعلّم
بقلم الدكتور يحيى القبالي
Scotopic Sensitivity Syndrome(sss)
متلازمة الحساسية الضوئيّة: هي قصور إدراكي بصري يؤثر على مهارات القراءة في الدرجة الأولى ومن ثم على مهارات الكتابة والرياضيات ، وترتبط أعراضها بمصادر الإنارة ولمعان الضوء وطول الموجه الضوئية للونين الأسود والأبيض، فالمصابون بهذه المتلازمة يرون النّص الأسود على ورق أبيض بشكل مختلف عما يراه الشخص العادي، إذ يرون الكلمات وكأنها تتحرك أو تتموج أو تختفي أو تتساقط، مما يشعرهم بالإرهاق وعدم التركيز وبضعف قدرتهم على الاستمرار في القراءة
تعتبر هذه المتلازمة نقطة تقاطع بين صعوبة القراءة( الديسلكسيا) وصعوبة الكتابة ( الديسغرافيا) وتسهم في صعوبة الرياضيات( الديسكالكوليا) وتلقي بظلالها على حياة الفرد بشكل عام
ومن نافلة القول : أن صعوبات التعلم المحددة لها تأثيرا بالغا على حياة الفرد ولكن بنسب معينه حيث أن هذا التأثير له علاقة بنوع الصعوبة وشدتها، ومن المعروف ضمنا أن صعوبات التعلم المحددة تقسم من حيث الشدة إلى ثلاثة أقسام
اولا – صعوبات تعلّم محددة بسيطة
ثانيا – صعوبات تعلّم محددة متوسطة
ثالثا – صعوبات تعلّم محددة شديدة
وكل نوع يحتاج لفترة زمنية معيّنة لتنفيذ الخطة التربوية الفردية العلاجية
الاعتبارات التربوية لمتلازمة الحساسية الضوئية
يعاني ذوو الحساسية الضوئية من واحدة أو أكثر من المظاهر التالية: يبدو الطفل في أحسن أحواله عندما يواجه الاختبارات الشفوية والمناقشات والحوارات الصفية، أما في حال القراءة والإنشاء الكتابي فتظهر لديه الأعراض التالية
الحساسية من الضوء، بمعنى التأثر من الضوء اللامع وبخاصة ضوء مصابيح الفلوريسنت( النيون )، و يفضّل القراءة على ضوء خافت –
عدم القدرة على تحمّل الفرق بين اللونين الأبيض والأسود عند قراءة النصوص القرائية مما يصعب عليه القراءة –
قصر فترة التعرّف ، ويقصد بها عدم القدرة على قراءة مجموعة من الحروف أو النوتات الموسيقية أو الأرقام والكلمات في آن واحد ويقرأ قراءة بطيئة وغير مستمرة وكثيرة الأخطاء –
عدم القدرة على التتبع في القراءة و يواجه صعوبة في تتبع السطور ويغفل بعضا منها –
نقص انتباه وتركيز أثناء القراءة أو الكتابة أو استخدام الحاسوب، و يعاني من ضعف الاستيعاب القرائي –
الشعور بالنعاس أثناء القراءة –
ضعف إدراك العمق وتقدير المسافات وتحديد العلاقات المكانية بدقة –
الأعراض المرتبطة بمجال الكتابة
عدم وضوح الخط –
عدم انتظام كتابته ، فمرة يرتفع عن السطر وأخرى ينزل أسفل السطر –
كثرة الأخطاء الإملائية عند النسخ –
لا يوجد اتساق بين الكلمات –
: الأعراض المرتبطة بمجال الرياضيات
عدم القدرة على كتابة الأرقام بطريقة مرتبة على شكل أعمدة، إذ يكتبها فوق بعضها وقد يغفل أرقاما أثناء كتابتها من 1 إلى 10 –
…صعوبة في رسم الأشكال الهندسية –
كثرة الأخطاء عند نسخ أو نقل المسائل الرياضية –
: الأعراض المرتبطة بمجال اللعب
يلاحظ قلة تناسق الحركات وصعوبة تقدير المسافات مما يجعل من الصعب عليه التقاط الكرة مثلا
:تشخيص متلازمة الحساسية الضوئية
:يتم الكشف عن أعراض الحساسية الضوئية من خلال ملاحظة معلم اللغة العربية أو ولي أمر الطفل، أو من خلال استبانة معدّة مسبقا، بالإضافة إلى فحص البصر ، وتضم الاستبانة العبارات التالية
لا | نعم | العبارات | الرقم |
هل تتجاوز بعض الكلمات أو السطور أثناء القراءة؟ | 1- | ||
هل تعيد قراءة نفس السطر مرة ثانية دون انتباه؟ | 2- | ||
هل تقرأ بعض الكلمات أو الحروف بطريقة معكوسة؟ | 3- | ||
هل تتشتت بسهولة أثناء القراءة؟ | 4- | ||
هل تكتب الإملاء بشكل أفضل من النسخ؟ | 5- | ||
هل تشعر بصعوبة أكبر كلما قرأت أكثر؟ | 6- | ||
هل تشعر بصداع عندما تقرأ؟ | 7- | ||
هل تدمع عيناك أو تحمر أثناء القراءة؟ | 8- | ||
هل ترمش أو تحرّك عينيك أثناء القراءة؟ | 9- | ||
هل تفضّل القراءة بوجود ضوء خافت؟ | 10- | ||
هل تشعرك القراءة بالإرهاق؟ | 11- | ||
هل تستخدم أصبعك أو أي أداة لتعقب الكلمات؟ | 12- |
:الجانب الطبي المتعلق بمتلازمة الحساسية الضوئية
من الناحية الطبيّة تعتبر هذه المتلازمة عبارة عن اضطراب في إدراك الدماغ للرسائل البصرية ذات الارتباطات الوراثية ، مشيرا إلى أن التأويلات لم تحسم بعد ، إلا أن أكثر الفرضيات قبولا تلك القائلة: بأن تركيبة دماغ الشخص المصاب بهذه المتلازمة تختلف عن الشخص العادي، إذ تظهر صور الرنين المغناطيسي لدماغه أثناء القراءة نشاطا في مناطق من الدماغ يفترض أن تكون خاملة في حين أن المناطق المسؤولة عن القراءة لم تسجل النشاط المطلوب
إن ذوي الحساسية الضوئية يظهرون حساسية غير عادية لأمواج الضوء الأبيض، فعند النظر إلى الخط الأسود على خلفية بيضاء تستثار بعض خلايا الشبكية بشكل مفرط وترسل إشارات غير مناسبة للدماغ تترجم إلى رؤية غير سليمة إذ يصعب على الدماغ معالجة الموجات الضوئية الكاملة كونها تحدث تداخلا وتشوها إدراكيا يعترض سبيل إنجاز عملية القراءة بيسر وكفاءة
الأعراض الجسمية المصاحبة لمتلازمة الحساسية الضوئية
الشكل الخارجي للعين، مثل: انحراف إحدى العينين للداخل أو الخارج الحوّل –
احمرار العينين بشكل مستمر وكثرة التدميع –
وجود قشرة حول الرموش –
صداع، حكة وحرقة في العينين، و الدوار و الغثيان –
استخدام الأصبع في تتبع القراءة بشكل مبالغ فيه –
تحريك الرأس مع السطر أثناء القراءة –
إعادة قراءة الكلمة أو الجملة لأكثر من مرة –
*تجدر الإشارة هنا إلى أن الطفل الذي يعاني من الحساسية الضوئية، أو صعوبة القراءة المحددة بشكل عام، يحاول حفظ النصوص القرائية غيبا حتى يتخلص من النقد الجارح من قبل معلمه وأقرانه وحتى ولي أمره، فتجده يضع اصبعه أو أي أداة لمتابعة القراءة على كلمات لم يصل إليها بعد أو تخطاها، وإذا ما تم الطلب إليه بقراءة الكلمة التي تتبعها تجده لا يمكنه قراءتها للأسباب ذاتها
لذا كان من الواجب بل من الضروري أن يستخدم معلمو الصفوف الثلاثة الأولى المؤشر كأداة لتتبع الحروف والكلمات للنصوص القرائية على السبورة، وملاحظة تتبع الطلبة للكلمات على صفحة النص المطلوب قراءته حتى يتم تعلّم الطلبة القراءة والكتابة، وبعد ذلك يمكنهم القراءة دون تتبع للكلمات بالأصبع
:الفحوصات التي يجريها طبيب العيون للكشف عن الحساسية الضوئية
يجب التأكد من سلامة الطفل من أي اضطرابات بصرية وظيفية كضعف البصر أو قصر النظر، أو الاستجماتيزم( التشويش بالرؤية تجاه كل المسافات ) –
فحص حدة الإدراك بشكل دقيق سواء لرؤية القريبة أو البعيدة ولكل عين على حده والعينين معا –
فحص قدرة العينين على العمل معا بواسطة جهاز (السينونيوفور) –
:علاج الحساسية الضوئية
إن البحث عن المسببات واكتشافها هو الطريق الأمثل لإيجاد الحلول الناجعة، وبما أن السبب الرئيس لظهور الحساسية الضوئية هو وجود اللون – الخط – الأسود على الخلفية البيضاء، وبهذا فإن الحل كان يتمثّل بإحدى الطرق التالية
عدسات الكروماجين: من خلال الدراسات التي أجراها عالم الأعصاب ( جون سنين) من جامعة اكسفورد في بريطانيا، وجد أن واحدا من كل ثلاثة مصابين بالديسلكسيا( صعوبة القراءة المحددة) يتحسنون باستخدام عدسات الكرومجين ، وهي نظام فريد من استخدام مزيج من العدسات الملونة تهم عندما يتم اختيار التركيب اللوني المناسب بواسطة المريض نفسه خلال عملية المعاينة، فإن تحسنا ملحوظا يتم الشعور به من خلال وضوح النص وسهولة عملية القراءة والإدراك الصحيح للحروف والأرقام
ونظام كروموجين حاصل على براءة اختراع وموافقة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية كحل لمشكلة صعوبات القراءة لمن يعانون من متلازمة الحساسية الضوئية
النظارات الملونة: وهي تقوم مقام العدسات الملونة
الشفافيات الملونة: كما تعمل نفس الدور للعدسات والنظارات
الخلفيات الملونة لصفحات النصوص القرائية ، بحيث يكون لون الصفحة ليس أبيضا، وهو أشمل الحلول على الإطلاق وأقلها تكلفة