الموجهات ال 8 في تفعيل القيم
بقلم د. محمد يوسف الرحاحلة
التعليم وحده لا يكفي فمن دون الأخلاق لن ينصلح حال التعليم والمجتمع لذا فهي مكون أساسي في التربية والتعليم وهذان متكاملان لا يمكن فصل أيا منهما عن الآخر فقطاع التعليم بهدف إلى إعداد جيل صالح متقن للمعارف ومكتسب للمهارات والدافعية المستمرة للمساهمة في بناء مجتمعه وتقديمه ، وهذا لا يتأتى إلا بالتربية وبالتعليم أي بالعلم والخلق الحسن ، ويتطلب البدء بتعليم وتدريب الطلبة منذ المراحل المبكرة على المسئولية منذ الصغر، تعليمهم احترام المدرسين وزملائهم، ثبيت مبدأ النموذج والقدوة الصالحة ، والتحلي بالصدق والأمانة والانتماء للوطن وتشجيعهم على المشاركة المجتمعية وغيرها من القيم الاجتماعية والأخلاقية الحميدة التي تصون سلوك الفرد باعتبارها صمام الأمان في ضبط سلوكيات الأفراد وبيان حدود علاقتها مع خالقها ومع الدولة وبين الأفراد فيما بينهم في المجتمع، وعلى الرغم من كثرة الأثار الإيجابية لبرامج وشبكات التواصل الاجتماعي الحديث والسهولة للوصول لمختلف الشرائح المجتمعية ، فإنّ لها آثار سلبية عديدة، إذ أصبحت هذه البرامج تشكّل تهديد كبير على أبنائنا وخاصّة على مستوى الترابط الأُسري والعلاقات المجتمعية، فقد تسهم في جهود ضياغ جهود الأسرة والمدرسة والمجتمع، فإذا حدث وظهر أن هناك اختلالات في مخرجات المنظومة التربوية، فالسبب يرجع أساسًا إلى ما قد يكون ضعف في الجانب القيمي، وهذا ما يشكل تحديا كبيرا للأنظمة التربوية ليس في بلدنا فقط وإنما في معظم بلدان العالم، فالمنظومة التربوية الأخلاقية هي بلا شك تشكل المحرك الأساسي والقاطرة الأمامية للتنمية المجتمعية الشاملة والمستدامة. لذا فاذا كانت لدينا الإرادة القوية والرغبة الحقيقية في تفعيل الجانب الاجتماعي القيمي وغرس الاتجاهات الإيجابية فدع القيم تتحدث فانه من المقترح العمل على المحاور الثمانية الآتية
حسن الاختيار
وضع معايير لاختيار المسؤول تضمن حسن اختيار المسؤول الصالح المناسب
سياسة القيم
وضع سياسة لمنظومة القيم الاجتماعية والأخلاقية في التربية والتعليم تتضمن الأهداف والغايات والقيم
المنهج
تضمين وثائق المنهج والكتب والمواد الدراسية قيم اجتماعية وأخلاقية بصورة مباشرة وغير مباشرة
الأنشطة اللامنهجية
بما تتضمن من أنشطة لاصفيه من قيم ومهارات وممارسات سلوكية قيمية اجتماعية وأخلاقية
التدريب
عمل ورش عمل يتم فيها التدريب على كيفية إدخال المفاهيم المتعلقة بإعلاء القيم الاجتماعية والأخلاقية في المناهج المختلفة وفي أساليب التعليم وفي الأنشطة الصفية واللاصقة ومتابعة أثر تدريبهم بالميدان في تنفيذ المشرفين والمعلمين للجانب القيمي وأثرها في ممارسات الطلبة
التقييم
من الضروري عدم إغفال تقييم الجانب الاجتماعي الأخلاقي بتضمينه في تقييم الطلبة في الجوانب
السلوكية القيمية لان الطالب وحتى المعلم يركزان على الجوانب التي يتم تقييمها فقط مع تدريب المعلمين على استخدام مقاييس القيم السلوكية
المسؤولية والمحاسبية
وضع معايير شفافة للجميع تضمن تقدير ومكافأة المتميزين ومحاسبة المقصرين ترسيخا لمبدأ النزاهة والعدالة
الاستمرارية
بتوفير الدعم اللازم والمناسب للبرامج الاجتماعية والأخلاقية ودعم من اعلى المستويات للقادة والمدراء في تطبيقها لضمان الاستمرارية
وهذه المحاور الثمانية متداخلة ومتكاملة تبدأ من القاعدة الأساسية باختيار المسؤول المناسب وتنتهي بالاستمرارية فأي تطوير لا يستمر فمصيره الانتهاء، فعملية التطوير والتحسين مستمرة لا ينبغي لها الوقوف عند حد معين. وأيضا بشكل انخراط مبتكر يبدأ بالمبادئ القيمية ثم المعارف والمهارات فالممارسة والالتزام
إقرأ المزيد لمقالات التربويون العرب