سيد الملوك وفخرها في الجمعية العامة للأمم المتحدة
د. ماجد الرضاونة المصاروة
لمن حسن الطالع أن أفخر بأردنيتي كما أفخر دوما ولكن خطاب جلالة الملك المعظم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة زادني فخرًا وشرفًا حول ما تحدث به أمام العالم أجمع.
كثيرون ممن يتباكون على فلسطين وما تمر به لم يتجرأ على ما تحدث به جلالة الملك المعظم، لقد كنت يا مولاي صعبًا حاسمًا شجاعًا لقد أصغرت من يدعون بأنهم كبار، أقفلت وكممت أفواه من يتفاخرون بأنهم داعمون لفلسطين ولبنان.
كان ومازال كلامك مولاي سهامًا يدق في قلوب الحاقدين والمحتلين والمزايدين على دور الأردن كم أثلجت مولاي صدورنا بكلامك الرزين الذي عبر عما يجول في قلوب الأردنيين.
كنت أسدً في عرين الغير رغم بعدك عن عرينك وهذا حال الأسود وقفت بشموخ وكبرياء تدافع عن أطفال غزة وما يتعرضون له من قتل وتنكيل وتهجير، أصبت الأمم المتحدة في كبدها وفي مزاعمها في حماية الانسان، والإنسانية جمعاء. لقد أصبتها في زيفها وادعائها في حماية حقوق الانسان وفي مجاملاتها بين الدول والشعوب.
لقد آلمت يا مولاي شعوب العالم، ولقد عريت الملايين أمام شاشات التلفاز، في إنسانيتهم وخوفهم على العالم أجمع.
لامست بكلامك مولاي قلوبنا، وأفرحتنا وأحزنتنا؛ أحزنتنا على تخاذل العالم عن أطفال غزة ولبنان وأفرحتنا بشجاعتك المعهودة، ومواقفك الراسخة كرسوخ جبال عمان السبع.
أسد آل هاشم، كلما تابعت لقائك أكرره مرارًا وتكرارً، فلم أشبع من كلامك العذب، فكنت ظمأنًا ولكن كلامك وطلتك قد أروت أوردتي وشرايين فؤادي.
مولاي المعظم: –
لقد عبّرت عن إنسانية العالم، فلم أرى من الحضور شاردًا للذهن، ولم أرى من الحضور سارقًا للنظر عن محياك، رأيتك زعيمًا للعالم أجمع، فقد أوجزت جرائم العدو الغاشم وتخاذله وتكابره، وتجاهله للعالم أجمع. نعم مولاي كنت السيف القاطع لاستمرار مزاعم العدو، كنت الكاشف لأهمية العدل والمساواة والسلام العادل.
لقد كانت كلماتك سهامًا تؤلم العالم أجمع، كانت نظراتك نظرات العاتب الغاضب، كنت الحكيم بقولك انكم مقصّرون ولن ترحمكم الشعوب.
لقد عرّيت العدو بتجاهله للعالم وللسلام العادل، جئت لتقول سئمنا من الحروب والقتل والتدمير كفانا قتلً كفانا حزنً، آن الأوان لوقف الظلم. فنعم للعدالة وللمساواة، نعم للعيش الآمن، نعم لعودة الأسرى إلى بيوتهم وأطفالهم، ونعم للدور الأردني المشرف، ونعم للمواقف الثابتة، نعم للمسؤولية المجتمعية، نعم للمواقف الصلبة، ونعم للسلام.
مولاي المعظم: –
لقد كنت وما زلت صوتًا مدويًا في عالمنا الرحب، لقد عبّرت عن ضمير الإنسانية كنت ملهمًا للأجيال القادمة، كنت صادقًا في كل كلمة نطقت بها شفتاك، كنت آمنًا على شعوب العالم أجمع.
أفخر بك مولاي، وفخري بكم لم يتغير يومًا، فكل الامتنان على كلامك وجهودك المتواصلة لتعزيز السلام والاستقرار، ومواقفكم الشجاعة التي تجسد روح القائد الحكيم الفذ. إن تاريخكم المشرف يا مولاي لن يقلل من عزمكم ومواقفكم في الدفاع عن فلسطين، فهذا قدرنا أن نكون روحان ٍفي جسدٍ واحد، فأنتم أسياد هذه الامة وسندها، فالأردن بكم يعظم وبقيادتكم وشعبكم يكبر.
مولاي المعظم لن ينسَ التاريخ مواقفكم المشرفة، فالتاريخ يكتب بأفعالكم وليس بأقوال المغردين الحاقدين دمتم لنا فخرًا وللعالم أجمع.
د. ماجد الرضاونة المصاروة
وزارة التربية والتعليم (moe.gov.jo)