دور النظام التربوي في إعادة إحياء العقل العربي بعد نصر العبور ٧ / أكتوبر ٢٠٢٣
الدكتور محمود المساد
إن جذوة الحمية،وسر الحياة، وبصيص الأمل، جميعها تحركت في العقل العربي وقلبه بعد يوم النصر،يوم العبور، يوم ٧ / اكتوبر ، تضخما وبعثا بعد نوم ثقيل طويل – إلا من غضب عليهم ربهم لفقدانهم ضمير باعوه، ووطن قفزوا عليه، مقابل منصب أو مال زائفين – استسلموا له وتكسبوا منه.
فقبل يوم العبور الذي سطرته بحروف من نور كتائب القسام وإخوتها من فصائل المقاومة المظفرة كان الإنسان العربي يعيش حالة من القنوط والترهل والسلبية وفقدان الثقة وهزيمة الروح الداخلية، بفعل تخطيط حصيف بعيد المدى لعبته الحركة الصهيونية ومن لف لفها، ودعمها عديد من دول العالم الكبرى من جهة،والأقزام من داخل العالم العربي، الساقطين في عبثية النفس ورغبتها في السهر والبذخ والإحساس بزهو القوة من جهة أخرى،……….. إلى أن جاء اليوم الفاصل بتاريخ الأمتين العربية والإسلامية، يوم إحياء العقل العربي وبعثه من رقوده، يوم إحياء الأمل بالنهوض وعودة روح الجهاد والنصر، يوم الكرامة النصر العبور في السابع من أكتوبر .
إنه الدور الرئيس للنظم التربوية العربية، وخاصة بعد تعطيلها التلوث الممنهج الذي أصابها ردحا من الزمن أوصلنا بها لما نحن عليه من واقع جله ضياع، وفقدان للحق ،وتعدي على مصلحة الأمة، أن نعمل على إعادة غرس منظومة قيم الحق الضائع وترميمها…. التي تتمحور حول قيم العزة والكرامة والاحترام والمهابة وحق امتلاك القوة لغايات الردع وليس لتوظيفها لجرح بشر أو انتهاك حقوق.
ولن يكون ذلك إلا بإعداد المعلم الإنسان ( معلم وأستاذ جامعة ومدرب مهارات حياة مهنية وتقنية )، الذي سيعمل باتجاهين: وبعد أن يشعر بقوة أنه النموذج القيمي والمعرفي الذي يحاكيه الجميع ، أولا من خلال إعداد جيل الصغار على مقاعد التعليم العام، المعرفة بأساليبها التفكيرية الحديثه، والقيم بتشرب الجيل لها لتصبح إطارًا فكريا بوجه السلوك نحو الأهداف المرغوبة، وثانيًا ترميم قيم الكبار وتدعيم السليم منها وتقويتها، في الجامعات ومعاهد العلم ومؤسسات التدريب المهني والتقني ، مستندين إلى دروس النصر الذي سطرها أبطال غزه بقتالهم العدو وصبرهم على المعاناة وتمثيلهم طليعة الأمة التي ما زالت تتململ.
يا قوة الله نصرك وتأييدك، وأن لا تؤاخذنا بما فعل الصغار منّا….يارب
وزارة التربية والتعليم (moe.gov.jo)