مازلنا نتوق إلى تقييم التعليم، ونؤمن أننا بحاجة إلى هذه الاختبارات كما بدأ يحدث في رياض الأطفال الآن
جميع الناس عباقرة ولكن إذا حكمت على سمكة من خلال قدرتها على تسلق شجرة فإنها ستعيش طوال حياتها معتقدة أنها غبية
هؤلاء الطلاب يريدون أن يتحسنوا لكن حينما يكتشفون قدراتهم الحقيقة إما أن يعلقوا في طريق أكاديمي متوسط أو يصبحون على وشك التخرج ويحتاجون إلى الدرجات لينجحوا فقط إن هذا لهو مشهد للقدرات المهدورة حسنًا، الأسوأ بين “هؤلاء الطلاب لم يسبق أن تعلموا شيئًا عن الشخصية، أو الآداب العامة أو اللغة الراقية، أو التصرف بلباقة هم بالكاد يميزون الصواب من الخطأ. هؤلاء هم الطلاب الذين يواجهون خطر ترك المدرسة أو السجن
الآن، ما الذي ينتظر “هؤلاء الطلاب“؟ الوظائف؟ الكلية؟ إنهم في نظام تعليمي يقول إذا لم تذهب إلى الجامعة فلا قيمة لك. لذلك، البدائل المتاحة أمامهم هي إما أن يكونوا شبه عاطلين أو أن يجدوا عملاً غير قانوني، أو أن يسيئوا استخدام الرعاية الاجتماعية هؤلاء الطلاب مهمشون بما أدعوه ثقافة التعليم المسمومة لا يهم إذا كان الطالب رسامًا موهوبًا،أو موسيقيًا موهوبًا، أو كاتبًا شاعريًا.”هؤلاء الطلاب” هم السمكة التي يحكم عليها من تسلقها للشجر
لأننا نقول بأن الشيء الأكثر أهمية هو الجامعة أو أننا نترك الطلاب للأعمال ذات المهارات الأقل مستوى. حتى في صفوف المتفوقين، كل هم الطلاب هو الدرجات والإجابات. هم خائفون من التعلم وهذا يؤثر على أدائهم في الجامعة.عليكم أن تفهموا أنني لا ألوم الطلاب. نعم بإمكانهم الفخر بما هم عليه ولكن هذا يدور حول شيء أكبر من الطلاب.ثقافتنا التعليمية المسمومة بدأت بنموذج الشرير التقليدي من فيلم أبطال خارقون.خطة الأشرار هي نشر الشر والكوارث في العالم.والتي يمكن فقط لهؤلاء الأشرار إيقافها، وبذلك يكتسبون القوة المطلوبة
حسنًا، هذا بالضبط هو ما حدث في التعليم في الثمانينيّات وقبلها، وفي ذلك الوقت بلغت أوجها في قانون “حق الجميع في التعليم“. شركات التعليم الخاصة أدركت أن بإمكانها استخدام التعليم العام صناعة بمليارات من أجل خلق تيار لا منتهي من الاموال . لقد وجهوا ملايين في جهود التغيير وقاموا بالتركيز على كلمتين، “الدقة” و“المسؤولية” وجهزوا كل شيء قوانين مُررت، وقواعد فُرضت، وأخيرًا أصبح قانون “حق الجميع في التعليم” معيارًا وطنيًا لا تسيئوا فهمي سياسيًا. هذه الجهود كانت قيد التنفيذ لمدة طويلة قبل أن تمرر،كلنا يتحمل اللوم على النتائج الكارثية خاصة مع “السباق للقمة“. بطريقة ما نحن أخذنا نظام التعليم الذي أنتج أشخاصًا وضعوا إنسانًا على القمر بتقنية أقل تقدمًا من التقنية التي في الجوال الذي في جيبي ووصفنا ذلك النظام التعليمي بالفشل، باستخدام كلمة المسؤولية
لدينا طريقة واحدة فقط لوصف “المسؤولية” الاختبارات الموحدة. ولذلك طبّقنا الاختبارات الموحدة وبعد ذلك نشره تدعى “أمة في خطر أظهرت أن نتائج الاختبارات الموحدة تثبت أن المدارس كانت تفشل والمعلمين كانوا يفشلون، والطلاب كانوا يفشلون. وعندما يكون كل شيء يفشل، خمنوا ماذا نحتاج؟ مصنفات جديدة، مصادر جديدة، تمارين جديدة، نظم للمسؤولية، مدارس جديدة، مدارس خاصة، مدارس مستقلة
ومن هو الذي صنع كل هذه الأشياء التي أصبحنا بحاجة إليها فجأة؟
الشرير خاصتنا: شركات التعليم الخاصة. الطريقة الوحيدة لتغذية نموذج عملي في نظام التعليم المسموم هذا هي بتخليد صورة الفشل. كم أود أن ألقى شركة تعليمية لديها نموذج عمل مبني على أساس نجاح الطلاب على المدى البعيد. ببساطة لا يوجد نقود إذا نجح الطلاب على المستوى البعيد. إذن، كيف يمكن أن نصدق أن الاختبارات الموحدة هي ما يقيس بدقة إنجازات الطلاب؟ كيف يمكن أن نصدق أنها تقيس مدى نمو الطلاب، تلك اللحظة عندما يضيء مصباح الطالب أخيرًا، “آها!”تلك اللحظة عندما يشكرك الطالب لمساعدته على التخرج بمعدل 50%؟ كيف يمكننا إعطاء رقم لتلك اللحظة عندما يستطيع طالب في الصف الثالث أخيرًا أن يكتب اسمه، والذي على فكرة، اعتبره فشلاً هو نفسه، ومعلمه، ومدرسته؟
مع ذلك، مازلنا نتوق إلى تقييم التعليم، ونؤمن أننا بحاجة إلى هذه الاختبارات عالية المخاطر، لأننا صدقنا المعلومات الخاطئة التي قدمتها لنا هذه الشركات والسياسات، باستخدام الشرعية الكاذبة لنتائج اختباراتهم
طلاب الصف الثالث الذين يعانون من القلق بسبب الاختبارات عالية المخاطر. في يوم واحد، ودفعة واحدة، خلال أربع ساعات، واختبار محوسب. يتم تحديد مسار مستقبل الطالب، وإنشاء هويته الأكاديمية، ويتم إيصال رسالة واضحة وبصوت عالي: “إما أن تستطيع أو لا تستطيع فعلها!”ولا يهم ما يقوله المعلم لطلابه. عن مدى براعتهم أو المواهب التي يملكونها، إذا لم يحرز الطلاب درجة جيدة في تلك الاختبارات عالية المخاطر، فطلاب الصف الثالث يعلمون تمامًا معنى ذلك، وبدأ ذلك بتشكيل أنفسهم،كما بدأ يحدث في رياض الأطفال الآن
وبالتالي، نكمل هذا الوابل من الاختبارات الموحدة، والطلاب يستمرون بالفشل، والمانحين يجب عليهم أن يستمرو بالمبادرات التالية التي بإمكانها حل المشكلات. من الذي يصنع هذه المنتجات؟ ومن الذي يأتي بهذه الحلول؟ شريرنا، الشركات الخاصة. القوانين والتشريعات التي كتبت بواسطة منظمات لا ربحية اشتروا الكتاب التالي! اشتروا كتاب التمارين التالي!اشتروا الحزمة البرمجية الرقمية التالية، نظام تقييم المعلمين التالي! ومازلنا متمسكين بالاختبارات الموحدة. خمن من يصنعها؟ في هذه الثقافة المسمومة، نحن نحاول بطريقة غير منطقية أن نقارن بين التعليم وقطاع الأعمال، نحن نتجاهل تمامًا تأثير الفقر والجوع على إنجاز الطالب، ولا نهتم بالعوامل غير المعرفية، مثل العادات الشخصية والقيمة الذاتية، والتي هي المعايير الواقعية لإنجاز الطالب، وبتلك الطريقة يمكننا إلقاء اللوم على المدارس والمعلمين لإكمال هذه الدائرة
ولأن لدينا ثقافة تعليم مسمومة، تقتل المعلمون والمدارس هذه “الاختبارات ” لكل الطلاب، نحن نلام على طالبة لا تستطيع التركيز في الفصل، لأنها لم تأكل أي شيء منذ غداء البارحة نحن نُلام على طالب يقع دائمًا في المشاكل، لأنه لا يستطيع التفريق بين الصواب والخطأ. نحن نلام على طالبة لا تستطيع البقاء مستيقظة في الصف، وعندما لا يحقق هؤلاء الطلاب” نتائج جيدة، فإن ذلك سيصبح أسوء
مبادرة سوف تسبب ضررًا أكبر بسبب تأكيدها على الاختبارات عالية المخاطر متماشيةً مع معاييرها القاصرة والتي تتنكر في زي “التفكير الناقد” لقد رأيت الواجبات التي تعطى لابنتي في الصف الأول.هذا ليس “تفكيرًا ناقدًا“، إنه تلقين غير لائق تنمويًا. هل تظنون أن بإمكانهم خداعي بمثل هذه الأشياء؟ أي إصلاح تعليمي لا يعالج الاختبارات عالية المخاطر والعوامل غير المعرفية للنجاح الحقيقي، مثل الشخصية والنزاهة، هو مضيعة كاملة للوقت ويقتل أطفالنا. حاليًا، الحوار العام عن التعليم يدور كليًا حول المدارس، والمعلمين.نحن بحاجة للاهتمام بالطلاب ومعرفة هوياتهم
إذا فشل طالب في الجبر في الصف التاسع، فيمكنني أن أخبركم، الاحتمالات أنه لم يفشل بسبب صعوبة الأمر أو عدم فهمه، الاحتمالات أنه لم يفشل بسبب معلم سيء أو أنه في مدرسة سيئة. إذا فشل طالب في الصف التاسع، فالاحتمالات أنه بسبب أن الطالب يفتقر إلى أحد الصفات غير الملموسة، أو عامل غير معرفي يمكنه من النجاح، أشياء مثل المثابرة، والمبادرة، والمهارات الاجتماعية، ومهارات الاتصال، والفضول، وأحيانًا بطن ممتلئ أو ليلة نوم جيدة
ومع ذلك، لا يراعى أي من هذه الأمور في تعاريفنا للمسئولية.لا يراعى أي من هذه الأمور في سياساتنا. لذا، فكل الحديث عن المدارس الفاشلة والمعلمين الفاشلين، وكيف نحتاج إلى تحسين المعلمين والمدارس، يحتاج إلى التعديل ليشمل الطلاب الفاشلين، وكيف يمكن أن نساعد الطلاب. كيف نساعدهم ليكونوا طلابًا أفضل، وأناسًا أفضل؟ كيف نساعدهم من ناحية العوامل غير المعرفية، مثل أخلاق العمل والشخصية؟ كيف نتأكد أنهم يحصلون على ما يكفي من النوم، وما يكفي من الطعام، ويحضرون دروسهم؟
إن الحوار العام ينبغي أن يتغير. ينبغي أن نتحدث عما يحدث في حياة طلابنا، حتى الطلاب المتفوقين، لأننا ببساطة ننشئ عدد هائل من المواطنين في المستقبل يخشون خوض أي تحدي، وغير قادرين على القراءة والتفكير بشكل نقدي، أو غير قادرين على إيجاد طريقة لكسب دخل معقول
حاليًا في هذه الثقافة المسمومة، يتم إجبار جميع الطلاب على دراسة مواد مجردة ليصبحوا جاهزين للجامعة. ونلقي كلمات مثل “دقة“، و “علوم” ” تكنولوجيا”، “هندسة” رياضيات“، فيحبها العامة. نحن نبتلع ذلك، ونظنه أمر رائع
اقترحت فكرة تدريس مادة الاقتصاد ولكن هذه المرة مساوية للرياضيات
أول الكلمات : “هذا ليس دقيق.” لذلك، لننسى تعليم الطلاب حول القياس، والضرائب، والخصومات، والقروض، والائتمان، والديون، والتخطيط للتقاعد، لأنه ليس دقيق مثل تحليل المقدار ثلاثي الحدود، ورسم الدوال اللوغاريتمية، لذا هو غير مناسب.لا مكان لذلك في هذه الثقافة التعليمية المسمومة. ولا مكان أيضًا للفنون والخيال، والتي يجري إزالتها بصورة منهجية من مدارسنا العامة لا أعتقد أنه يمكن لأي شخص تحقيق ربح من هذه الأشياء.الآن نشعر بأثر سياساتنا التعليمية.
كيف نتعامل مع كل هذه القضايا على نطاق واسع؟ أنا أؤمن برؤية (د.مساد) بنظام تعليم يمكنه تحسين الجنس البشري في التعليم العام، لدينا فرصة عظيمة لتشكيل غد أفضل فكرتي والتي أفضلها، هي الرهان على التعليم العام. علينا منع هذه السياسات المسمومة، ومنع هذا التركيز على الاختبارات عالية المخاطر، والقضاء على الفساد في التدفق النقدي، وجعل المصادر تذهب مباشرة إلى الطلاب، والتركيز عليهم، وعلى قدراتهم، وعلى العوامل غير المعرفية، وأن ندرب ونسمح للمعلمين بتطويرعلاقات مع طلابهم، وتقييمهم بناءً على ما هم في حاجة إلى معرفته: التفكير، والمنطق، والتعلم
أؤمن بالعظمة المحتملة لنظام تعليم عام والواقع أن معظم المعلمين يحققون عملًا فذًا ومذهلًا من الإنجاز البشري والتحفيز لطلابهم كل يوم، وما هم قادرون على إنجازه يتم على الرغم من بيئة “مهنية” مشكوك فيها، والاستخفاف، وعدم الثقة بالنفس، بسبب مقاييس المسئولية ونظم التقييم.فليس لدينا ركازة حتى في الإنشاء.اعتدنا أن ندعو التدريس المهنة النبيلة. فلماذا لا نجعل التدريس مهنة ممجده؟ لماذا لا ندرب المعلمين لتطوير نظم تقييمهم الخاصة والتي تتلاءم بشكل أفضل مع احتياجات طلابهم؟ لماذا لا نشجع المعلمين ليتعاونوا مع بعضهم، أو على الأقل يكون لديهم نقابه مثل المهن الأخرى؟ لماذا لا نشرك المعلمين في صنع القرارات السياسية على مستوى المدرسة، والمستوى القومي؟
الحقيقة عن السياسة التعليمية هو أنها تكتب وتنفذ بواسطة أشخاص أمضوا وقت قليل، أو لم يسبق لهم التواجد بالصف الدراسي.بالنسبة للطلاب هذه السياسات لها أثر. ألقوا نظرة على تكوين مجالس التعليم، بما يشمل مجالس المدارس المحلية، وأمناء التعليم. لما لا نشرك الأشخاص الذين على اتصال مباشر بالطلاب، لنساعد على تشكيل بيئة الطلاب؟ التعليم هو الصناعة الوحيدة التي تطور منتج دون بحث سوق صالح من المستخدمين النهائيين. لا يُسأل الطلاب عما يحتاجون أو يريدون، لا يُسأل المعلمون في المدارس عما يجدي مع طلابهم، ينبغي أن يعدل الحوار العام!المدارس والمعلمون ليسوا العدو! وبيروقراطية التعليم لأن السياسات تدعم ذلك؟
ببساطة
. لذلك، علينا محاربة هذه الثقافة التعليمية المسمومة علينا تغيير الحوار العام بعيدًا عن المدارس، وحتى بعيدًا عن المعلمين، وعلينا التركيز على طلابنا. علينا أن نعلمهم كيف يفكرون، وكيف يتعلمون، ويبتكرون، وليس كيف ينجحون في الاختبارات.هؤلاء بشر! لماذا لا نكف عن الحكم على السمكة من تسلقها للشجرة؟