نعم! لماذا لا تصعد السمكة على الشجرة؟
بقلم الدكتور محمود المسَّاد
بعد أن كثر الحديث والتعليقات والنقاشات حول الامتحانات العامة وغير العامة، والتي جرت على موقع مجتمع النهضة التربوية ومواقع أخرى متعددة، وانطلاقًا من مقالة د. ذوقان عبيدات حول ديستوبيا التعليم، حيث تمحور النقاش والمقالة على أن أسئلة الامتحان تطلب من السمكة أن تصعد على الشجرة، وليت الأمر يتوقف على ذلك، فإن المطلوب أن تنافس العصفور والقرد في الصعود على الشجرة، وإلّا اعتبرت فاشلة في اجتياز الامتحان.
ومشكلة الامتحان في هذه الحالة أنه يساوي بين الممتحنين لكنه بالتأكيد لم ينظر إلى تكافؤ الفرص وعدالة الامتحان، فلا فرق بين فيل وسمكة وعصفور في الطيران!! اقترح الدكتور بلال الجيوسي أسئلة خاصة لكل منهم. فالمساواة بينهما ليست عدالة. ولذلك دار بذهني أن هناك وسائل لجعل السمكة تقفز إلى أعلى شجرة! أي شجرة، فهناك أشجار تحت المياه وتعشق الأسماك تسلقها والسير عليها والاختباء بين أغصانها، بينما للعصفور شجره الذي يعشق، وللقرد شجره الذي يَسعد وهو يقفز عليه من غصن إلى آخر، وعندها يكون الامتحان عادلًا. فليس للامتحان الموحد أي فضل في تكافؤ الفرص والعدالة بين الممتحنين. وهنا مكمن التذمر المجتمعي حيث يتعاظم قلق الامتحان، بينما المطلوب هو كيف نجعل الامتحان مريحًا ويقيس قدرات الطلبة كما هم عليها، وكيف نجعل أولياء الأمور والمجتمع عمومًا لا يعلن الطوارئ في عام التوجيهي.
وهكذا، فإن معايير الامتحان تختلف حسب تمايز الممتحنين. لا حسب بنك أسئلة موحد، وشروط نجاح موحدة.
تحدث المربون كثيرًا عن تفريد التعليم، وأنماط المتعلمين وعن التعليم المتمايز، ولكنهم يصرون في الأخير على امتحان موحّد، يقيس نفس المهارات والمعارف!
وهنا أوجّه السؤال الأهم، متى وفي أي حين سنعتمد امتحان يدفع بحب السمكة إلى الصعود على شجرتها، والفيل إلى الصعود على شجرته، وكذلك العصفور!!
فيا أيها الامتحانيون! لا تجبروا السمكة على الصعود على شجرة العصفور! وتأكدوا أن الفيل قادر على خلع الشجرة لكنه فاشل في الصعود إليها، كما أنه قادر على منع القرد والعصفور من تسلق الشجرة!! ابحثوا معنا عن امتحان عادل! لا عن امتحان عام. ولا تجعلوا فكرة لا فضل لفيل على سمكة إلّا بالصعود على الشجرة، هي التي توجه امتحاناتكم! ورفقًا بالممتحنين.