الفصول الذكيّة بقلم: د. يحيى أحمد القبالي

الفصول الذكيّة بقلم د يحيى أحمد القبالي

الفصول الذكيّة

بقلم: د. يحيى أحمد القبالي

يأخذنا الحديث عن الصفوف الذكيّة إلى مصطلح آخر ظهر على السّاحة بشكل أوسع وأكثر جاذبية ألا وهو : المدن الذكيّة واحتل مساحة واسعة من التغطية الإعلامية على الصعيد الرسمي، حيث تسعى الحكومات إلى توفير بيئة تكنولوجية رقمية صديقة للبيئة ومحفّزة للّعلم والإبداع و تُسهم في الوقت نفسه بتوفير بيئة مستدامة تعزز لدى أفراد والمجتمع الشعور بالسّعادة والصّحة والرفاه

ماذا نقصد بمصطلح المدن الذكية؟

يُعرّف الاتحاد الدّولي للاتصالات المدن الذكيّة:، بأنّها مدن مبتكرة تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين نوعية الحياة، وكفاءة العمليات والخدمات الحضريّة، والقدرة على المنافسة.

أما الاتحاد الأوروبي فلديه تعريف إجرائي لهذه المدن من خلال الوظيفة التي تؤديها وهي:

1-الاقتصاد الذّكي. ويطلق عليه أيضًا : اقتصاد المعرفة.

2-الأفراد الأذكياء. ويطلق عليهم أيضًا الأفراد العالميين.

3-النقل الذّكي: التحكم بمنظومة المواصلات من خلال أنظمة مركزية تراقب وتوجّه.

4-الحياة الذّكيّة. أي الحياة المعتمدة على التطبيقات الذكية.

5-المشاركة الذكيّة، ونعني بها المشاركة في صنع القرار من خلال الترابط الاجتماعي الافتراضي بين الأفراد والجماعات.

6-البيئة الذّكيّة. وهي كل ما يحيط بالفرد من أشياء مادية وبيئة فيزيائية( كالإضاءة، والصوت، الحرارةالخ والتحكم بها.

7-الحكومة الذّكيّة: التّحكم بمفاصل الحياة وتسيير أمور المجتمعات.

إنّ وجود تكنولوجيا حديثة أسهم في ظهور الذكاء الاصطناعي تحت مظلة توفر شبكة عنكبوتية ( انترنت) على تحقيق حلم الحكومات في انشاء المدن الذكية، تعتمد على البنية التحتية للاتصالات الموثوقة والآمنة غير قابلة للاختراق ضمن نظام حماية قوي، وقابلة لتبادل البيانات( التشغيل البيني) لتصمد أمام الكم الهائل من التطبيقات والخدمات القائمة على الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات المتجدد باستمرار وتستوعبها، حيث عملت شبكة ( انترنت الأشياء) على وتحكّم مركزي وربط الأجهزة ببعضها وتبادل البيانات وتقنين الطّاقة من خلال استخدام توليفة من أجهزة الاستشعار( LED ) وتقليل التلوث الضوئي،.​ وتحسين منظومة المرور، وتطوير المجال الصناعي والزراعي والتجاري، وفرضت نفسها بقوة على كافة المناحي الحياتية للأفراد والمجتمعات، كما أسهمت في ترقية عمل المؤسسات الصحيّة بالإضافة إلى المؤسسات التعليمية والتي هي محور حديثنا في هذه المقالة، إذ يُعتبر المجتمع المدرسي بلا أدنى شك مجتمعًا مصغرًا للمجتمع بشكل عام، ويتأثّر ويؤثّر كلّ منهما بالآخر، ويُعتبر كلّ تغيير طارئ على البيئة المدرسية هو امتداد لما تأثّر به المجتمع من تقدّم، ولكي ينعكس المدرسة هذا التحوّل الرّقمي الذّكي على البيئة المدرسية فلا بدّ من توفير بنية تحتية صالحة لتنفيذ متطلباته واستدامته، ومن أهم الأمور الواجب توافرها: رأس المال الفكري المتمثّل بخريجي الجامعات والذين أصبحوا يتمتعون بكفاءة عالية في استخدام أدوات التكنولوجيا وتطبيقاتها من خلال تنوّع التخصصات الجامعية ذات العلاقة بتكنولوجيا التعليم

ولترجمة هذا التقدّم داخل المدرسة فقد ظهر مصطلحا حديثًا يطلق عليه الفصول الذكية.

فما هي مواصفات الفصل الدراسي الذّكي ؟

يُعتبر الفصل ذكي إذا توفرت فيه تكنولوجيا التعليم، مثل: أجهزة العرض( السبورة الذكية التفاعلية) وأجهزة الحاسوب الخاصة بكلّ طالب ، والهواتف الذكية والتطبيقات والبرامج، والمساحات المناسبة للحركة والتنقل ، والمقاعد المريحة والتهوية الجيدة، والإضاءة المناسبة، والبعد عن الضوضاء وغير ذلك وهي أيضا فصول متصلة بشبكة الإنترنت، وتخلق فرصًا جديدة للتعلم والتعليم من خلال دمج تكنولوجيا الشبكات والصوت والصورة ، مما يجعل من التعليم متعة يثير الدافعية للتعلّم ويقضي على الملل والروتين المدرسي.
وعلى الصعيد المحلي الأردني وكما ورد عن وكالة رم للأنباءأطلقت مدرسة اليوبيل التابعة لمؤسسة الملك الحسين اليوم الأحد 8/3/2022م ، الصف الذكي الأول من نوعه في الأردن، ليقدم بيئة تعليمية ذكية باستخدام برمجيات تفاعلية حديثة.

واشارت مديرة المدرسة: إلى إنه تمّ تجهيز الصف الذكي بــ (26 ) جهاز كمبيوتر محمول وكاميرا تسجيل مع وحدة تخزينية، إضافة إلى شاشة ذكية تفاعلية، موضحة انّ الصّف يهدف إلى إيجاد بيئة تفاعلية ذكيّة في التعليم والانتقال من التّعليم الى التعلم، حيث يقوم المعلم بشرح الدرس على اللوح الذكي باستخدام برمجيات حديثة تفاعلية، وسيتم تسجيل جميع المحاضرات على وحدة التخزين وبثها على الانترنت، حيث سيتاح للطلبة الرجوع الى المحاضرات والتفاعل معها بعد المحاضرة.

كما يوجد في الصف الذكي، خاصية عقد المؤتمرات والتشارك خلال المحاضرات بين المدارس الاخرى ليصار إلى نقل المعرفة بين الطلاب والمدارسالمرجع(https://www.rumonlinenet/article/209589)

وكلنا أمل أن تنتقل مثل هذه التجارب الناجحة إلى كافة مدارس المملكة في الريف والبادية والمدينة.

إقرأ المزيد لمقالات التربويون العرب

Loading...
Play ButtonPlay Button

You May Also Like