بين نهج اللون الواحد وثقافة التعدد والعيش المشترك

بين نهج اللون الواحد وثقافة التعدد والعيش المشترك

بين نهج اللون الواحد وثقافة التعدد والعيش المشترك
الدكتور محمود المساد
خبير تربوي


كثير من الدول من تقرر نهجها مسبقا بأن تعمل على تنمية الاختلاف بين فئات شعبها، وتعظيم الجذع المشترك بينهم ؛ من أجل الاستفادة القصوى من قوة الاختلاف، وتعزيز تعدد الثقافات وإشباع شغف جميع الأفراد بالثقة بالنفس، والتنعم بالحرية والإقبال على حب الوطن بكل الصدق والإخلاص. وقليل من الدول من تذهب باتجاه صَهر ما لايمكن صَهره؛ لتجعل من شعبها المتعدد الثقافات بالطبيعة شعبا بلون واحد: ظاهرُه منافق باهت، وباطنُه ناقم ساخط يتحسر على كرامة ضاعت، وحرية ماتت، وولاء مهترئ الأوصال.


ونحن ما زلنا في ظلال اليوم العالمي للسلام والعيش المشترك الذي ذكّر به المفكر العربي الدكتور ذوقان عبيدات أجهزة الدول في أمريكا الجنوبية ومؤسساتها التي باتت لا تذكر إلا ما يتصل بالجباية، وتقزيم المقزم من جانب، ووضع أفراد شعبها على سرير بمقاس واحد تقص معه أطراف كل من تطاول عليه، وتضيف ضعفا ومهانة لكل من احتاج نفخا لاكتمال المقاس من جانب آخر ؛ حيث قال


العيش معًا  يعني التمسك بالهوية الجامعةلكل أفراد الشعب، واحترام تنوعاتهم بكل أشكالها، وخاصة الفكرية والثقافية، وتقبل ما يصدر عن هذه التنوعات من سلوكات، قد تعجب وقد تغضب!!!!!! فقد بات المطلوب فقط هو في العيش الغنَميماااااعوليس معًا كون العيش  معًا يعني حرية التعبير، وانعدام المخاوف من…، وعلى…، ورغم هذا التذكير وهذه المناشدة الذوقانية بأهمية هذا اليوم الأممي إلا أنه لا حياة لمن تنادي وكما يقال في الأمثال (حط بهذه طين وبهذه عجين …. واغرش…).


إن أدوات الدولة في ترسيخ نهجها الذي تختاره لنفسها، وتجسيده واقعا معاشا يكمن في نظامها التربوي ومناهجها، ومحتوى تعليمها وفكر مواردها البشرية المستجيبة وسلوكها تماما لسياساتها وتدريبها المكثف لهم، فمن ذاب في عجينتها المفضلة فقد فاز في رضاها وغنم مكافآتها؛ على الرغم من يقينها بنفاقه وزيفه ، ومن قدّم لها النصيحة بفكر ثاقب مستشرف يثمر في رفعة الدولة وازدهارها، وهي متيقنه من ذلك أذاقته العوز والمَرمَطة والتهميش. وهنا لا نقول إلا: ” لا حول ولا قوة إلا بالله “.


نحتاج يا سادة إلى ثورة بيضاء سياسية قيادية ثقافية؛ للتخلص من تبلد بعض المسؤولين، وتحرير بعض قيم الحداثة من الغول التقليدي!!!!!! فغياب ثقافة الحوار يعني حضورُا متجددا للعنف النائم والمتحفز…………

فلكم يا سادة ما اخترتم…… واحصدوا بالتالي ما خططتم له !!!

وزارة التربية والتعليم (moe.gov.jo)

Loading...
Play ButtonPlay Button

You May Also Like