الدكتور ذوقان عبيدات يكتب
العمل الشبابي: هل نجحنا في الوصول إلى الشباب؟
طالما اتسم خطابنا الرسمي مع الشباب بلهجة استعلائية فوقية يظهر فيها طرفان : رسمي فاعل متحدث، وشباب منفعل صامت
فنحن نتحدث دائمًا عن الشباب، ونبرز أهميتهم في المجتمع فهم صناع الغد وأمل المستقبل، وهذا خطاب انشائي ليس له أي قيمة تربوية، ونحن نتحدث إلى الشباب ونخاطبهم ونملي عليهم توجيهاتنا، فنحن الكبار أكثر منهم خبرة وقدرة ووعيّا! ولكن الشباب لم يعودوا يشترون هذه البضاعة، وإذا أخذنا صراع الأجيال بعين الاعتبار، فإن نظرة الشباب إلى الكبار نظرة لا أبالية، فهم يدركون أن العالم قد تغير وأن خبراتنا لم تعد مفيدة لهم! ومع ذلك نصر على أن نتحدث إليهم! وهكذا تبقى الفجوة بين الخطاب الرسمي وبين حاجات الشباب، فالخطاب الرسمي يتحدث عن الهوية والمجتمع والوطن والأخلاق، وخطاب الشباب يتحدث عن بناء الذات والتمكين وتخطيط المستقبل! فالخطابان لا يلتقيان
لأن الكبار لم يتخلوا عن منهجية الخبرة والمعرفة المتراكمة وقيم الثقافة والتقاليد والعادات، بينما يحتاج الكبار لغة مختلفة هي
لغة الاستماع إلى الشباب قبل أن نتحدث معهم وكأني بكل شاب يقول : رويدك يا من تتحدث عني، استمع إليّ قبل أن تحدثني
أنا لست أنت ولن أعيش في جلباب أمي وجدي
أنا أبحث عن ذاتي لا عن هويتك التقليدية
أنا الذكاء الاصطناعي، ومنتج معرفي وباني خبرتي
أريدك أن تتحدث معي لا عنّي
تتحدث معي وليس إليّ
فأنا لست أنت مرة ثانية
لا أريد أن أكون نموذجًا طبق الأصل عنك، وليس من الإنصاف أن تعيد بناء نموذجك فيّ
متى ينصت المربون إلى خطاب الشباب الجديد