العصف الذهني بقلم إلهام أبو طاحون
العصف الذهني بقلم إلهام أبو طاحون إن الحديث عن استراتيجيات التدريس الحديثة لا يعني تَناوُلَها في مقابل استراتيجيات تدريس قديمة أو تقليدية أو كلاسيكية، على اعتبار أن العديد من استراتيجيات التدريس الحديثة ما هي إلا اقتباس أو تطوير لاستراتيجيات قائمة وسابقة، وعلى اعتبار -أيضا- أن استراتيجيات تدريس قديمة أو تقليدية ليس معناهُ أنها استراتيجية لم تعد صالحة للاستعمال، وإنما هو –أي هذا الحديث- إشارة ومحاولة لِنَضَعَ بين أيدي المدرسين اختياراتٍ أكثر، تجعلهم يأخذون منها ويُجربون ما يَرَوْنهُ مناسبا لطلابهم ولخصوصيات فصولهم الدراسية
وتعتبر استراتيجية العصف الذهني من الاستراتيجيات التي تكون فعالة في جميع الاستراتيجيات المختلفة ويجب على المعلم توظيفها في العملية التدريسية لتجعل الطالب في حالة تفكير ابداعي مستمر
و تسمى أيضا الزوبعة الذهنية ويقصد بها وضع الذهن في حالة من الإثارة بُغية التفكير في كل الاتجاهات والاحتمالات للوصول-في جو من الحرية- إلى أكبر عدد ممكن من الأفكار والآراء حول مشكلة أو موضوع معين. تليه مرحلة جمع المقترحات ومناقشتها
تقريب شرح مفهوم هذه الكلمة يمكننا القول : المقصود بربط هاتين الكلمتين ان يكون المخ البشري في طرف والمشكلة في طرف آخر بحيث أن المخ البشري يقوم بوضع جميع الحلول الممكنة والالتفاف حول المشكلة بقصد حلها والمراد من كلمة عصف أي سرعة إيجاد هذه الحلول بمعنى أنها تخلق بسرعة العاصفة وبغزارة أمطارها
من خلال حديثنا نجد أن المفهوم قد اعتمد على الكم أكثر من أي شيء آخر فالعصف الذهني يهتم بعدد الحلول الممكنة أولاً دون أن يكون لترتيبها أولوية , ثم في خطوات لاحقة تبدأ مناقشة الحلول ضمن آليات معينة ومن ثم اعتماد الطريقة او الحل المناسب وتطبيقه
مجموعة من تعاريف العصف الذهني
معنى” العصف الذهنى ”
اسلوب لتوليد أو الحصول على اكبر قدر ممكن من الأفكار، ويركز فيه على الكم وليس على النوع،من خلال تداعٍ حر للأفكار والخواطر والآراء
وضع أكبر عدد ممكن من الخيارات قبل إتخاذ قرار، أو عدة حلول قبل اعتماد حل معين
عدم الاقتناع بأول فكرة، أو رأي أو حل، فهناك دائماً أفكار وحلول متعددة
وبناءً على هذه الطريقة تتشكل مجموعة من الأشخاص ويتم طرح المشكلة أمامهم وتسجيل جميع الاقتراحات والحلول الناتجة مراعين المبادئ التي تم استنباطها من مفهوم العصف الذهني نفسه
العصف الذهني هل تعلم ماهو وكيف طريقته
مما سبق نستطيع تحديد بعض المبادئ الأساسية للعصف الذهني كالآتي
أولاً : ألا نعتمد التقييم أو النقد الذي من شأنه أن يؤخر أو يفشل سير العصف الذهنى فيولد الخجل والخوف من اطلاق الأفكار
ثانياً : أن يبنى ” العصف الذهني ” على حرية التفكير فلا يوجد حدود للحل فقد يكون تخيليا أو مهما يكون فكل ذلك هو من سمات التفكير الابداعي الضروري والأساسي لنجاح العصف الذهني
ثالثاً : جميع الأفكار المطروحة هي للجميع بحيث يجوز استخدام أي فكرة وتطويرها دون أخذ رأي أي شخص ولو كان صاحب الفكرة
رابعاً : الاهتمام بعدد الأفكار أي نهتم بالكم قبل الكيف فكل ما يهم بداية أن نحصل على العدد الكبير من الأفكار ومن ثم تحليلها
من أهم عوائق ” العصف الذهني ”
عوائق إدراكية : تتمثل بأن يتبنى الشخص طريقة واحدة من التفكير ثابتة دون أن تتغير أي لا يعتمد التفكير المرن المتجدد , والأخذ بمظاهر الأشياء دون محتواها
العوائق النفسية : أهمها الخوف من الفشل و مع ترسخ هذا العائق في أذهاننا يتولد لدينا الخوف حتى من المحاولة أو التفكير بها
عوائق تتعلق بشعور الشخص بأنه من الضروري والمفروض عليه أن يحذو حذو الآخرين في التفكير متبعاً نفس الجهة او الناحية في التفكير دون التطرق لأي شيء جديد
عوائق تتعلق بالتسليم الأعمى لكل ما تم افتراضه
عوائق تتعلق بالخوف من اتهامات الآخرين لأفكارنا بالسخافة
العصف الذهني هل تعلم ماهو وكيف طريقته
مجالات الاستخدام أو التوظيف في حياتنا اليومية للعصف الذهني
تسهيل الدراسة والمذاكرة
حل المشكلات
إتخاذ القرارات
تفهم الأحداث والمواقف والأفكار
الاجتماعات والنقاشات
في التعلم وتطوير الوعي
في البحث عن حلول ابتكارية وإبداعية
ومن أبرز أهداف التدريس باعتماد هذه الطريقة نجد
جعل المتعلم نشطا وفاعلا في المواقف التعليمية
تعويد الطلاب على احترام الآراء المختلفة وتقدير الآخرين
الاستفادة من أفكار الآخرين ومعلوماتهم
مثال
عصف ذهني من خلال إيجاد اكثر من تفسير أو احتمال لموقف غريب
استيقظت الساعة الثالثة منتصف الليل ونظرت من شباك منزلكم المطل على مدرستكم فإذا بك تشاهد مدير المدرسة يفتح الباب الخارجي ويدخل المدرسة دون أن يراه أحد لماذ يا ترى؟ ماذا تتوقع السبب؟
إذا طرحنا هذا السؤال ربما سنحصل على عشرات الاحتمالات، وهذا ما حدث في ورشة عمل شباب في إحدى المدارس
إنسان مخلص وجاء لإنهاء الأعمال المتراكمة
نسي أوراق الامتحانات النهائية بدون وضعها في مكان آمن ولأنه سيحضر متأخراً غداً فخشي أن يتم تسريبها
نسي محفظته وفيها بطاقة الصراف البنكي، وهو الآن بحاجة ماسة لبعض النقود
سوف يدير اجتماع مهم في محافظة اخرى من الساعة الثامنة ولأن هذه المحافظة تبعد (4) ساعات فسوف يغادر منتصف الليل، فجاء ليأخذ اوراق هامة للاجتماع
ابلغه احد المزعجين خبراً كاذباً بأن المدرسة تتعرض للسرقة، فحضر مسرعاً للتأكد
الشخص الذي رأيته ليس المدير وإنما شخص يشبهه جاء لسرقة المدرسة
قد أكون لا زلت أحلم فأنا قد تخيلت وجود مدير
سوف يتصل أحد اقربائه من بلد يكون فيه الوقت نهاراً، وكونه لا يملك هاتف منزلي فقد أعطى قريبه رقم المدرسة
تمشكل مع زوجته وجاء ليكمل اليوم في المدرسة حتى الصباح