ما بعد العثور على العمري وصبح
بقلم: الدكتور محمود المساد
خبير تربوي.
لقد تم العثور على الطالبين اللذين تركا بصمة قوية مدوية تشبه بصمة البوعزيزي في تونس، حيث الأولى هزّت النظام التربوي والتعليمي الأردني الذي تبلّد حتى يكاد لا يسمع ولا يرى، وفي الأخرى هزّت المجتمع التونسي وقادته إلى استقلال القرن العشرين، وميلاد المجتمع المدني!!
وهنا لا ندري، فهل سيكون لمثل هذه الهزّات ارتدادات إيجابية تفضي لوقفات تأمل إصلاحية حقيقية تضع النظام التربوي على طريقه الصحيح؟
يقال في نظرية الفوضى: إن فراشة خفقت بجناحيها في الأطلسي أحدثت هزة بمستوى ثماني درجات ريخترية في النظام التعليمي . ومع أن في هذه النظرية لونا من المجاز، إلا أن كتاب الأب الغني والأب الفقير عمل عملته دون استئذان، ليس في عقل وفؤاد شابين لم يبلغا من العمر سنّ الرشد بعد، بل في عقول جيل ما زال يجلس على مقاعد الدراسة في التعليم العام.
وعودًا للسؤال: هل من وقفات تأمل حول الطروحات الآتية :
– هل وظيفة النظام التعليمي تخريج موظفين فقط؟
– وهل التعليم لم يعد مهنة، ولا رسالة كما كان سابقا؟
– وهل نظرية زواج العقل المختار من الجسد، والموارد الجارة قائم للآن؟
– وهل مدرستنا تخرج المواطن الصالح، وليس جامع المال على رأي أحدهم الصالح ؟
ولكي لا نكون كمن يدفن رأسه بالرمال سذّجًا جبناء مهزومين من داخلنا، لا بد لنا أن نصحو ونفكر مليا بوعي حول:
– سقوط قيمة المعرفة من أعين طلبتنا.
– كسر الثقة بالمدرسة، ودورها الذي نمارسه.
– انسداد أفق المستقبل المأمول في عقول أطفالنا وقلوبهم.
– التحول لجمع المال هدف أسمى للحياة.
– التعجل في الاستقلال عن الأسرة وحقها في الرعاية لأبنائها على الأقل، للعمر الذي حددته الثقافة الغربية.
– هبوط مستوى التوهين الذي تحدث عنه المفكر الدكتور ذوقان عبيدات في العلاقات المدرسية، والتعليمية عموما إلى درجة الخطر!!!
وعليه، وتحوّطا لمِا هو أسوأ مستقبلًا على من لهم الكلمة في توجيه النظام التعليمي، أن يسرعوا لإنقاذه بوساطة العمل على:
– التحول نحو حصر هدف النظام بالطالب/ الطالبة ونموّه الشخصي من جميع الجوانب المعرفية والقيمية والوجدانية، والمهارية المتجددة في إطار الأصالة، والمعاصرة عالية الانفتاح والتحصين.
– الجدية والإخلاص في توفير بيئات التعلم الجاذبة الثرية، بمحفزات التعلم الحديثة التي يسودها مناخات التعلم الدافئة الإيجابية الحاضنة باستمرار.
– التركيز على اكتساب المهارات بوصفه محتوى للتعلم، وتكييف أساليب التقويم وأدواته، بما يخدم هذا الغرض.
– النهوض بالموارد البشرية، والبرامج والتشريعات، بما يحقق هذه التطلعات.
وزارة التربية والتعليم (moe.gov.jo)