بقلم ثائرة أبو دية رئيس قسم امتحانات برامج التنمية المهنية
لقد تطور مفهوم التقويم التربوي من كافة النواحي المنهاج وكافة عناصر العملية التعليمية، كما تطورت بحيث أصبح المفهوم يشمل تقويم الطلبة والمعلم والمداس واساليب التقويم وأدواته بما في ذلك أدوات التقويم للمعلم والطالب بما يتناسب مع الأدوار الجديدة لكل منهما ليتلاءم مع التطوير التربوي القائم ويساعد أصحاب القرار بتطوير الخطط والبرامج حيث يهدف التقويم التربوي إلى
تحسين عمليّة التعلُّم
دعم الفعاليّة التدريسية
يوجّهُ المتعلمين ويرشدهم، ويكشف عن قدراتهم وحاجاتهم ومُشكلاتهم وميولهم
يفيد المعلم في مراجعة أساليبِ التدريس لتحسينها
وضع الأساس السليم للتعامل مع المتعلمين
ورد في الاطار العام للمناهج الأردنية أن التقويم عنصرا اساسيا في العملية التعليمية التعلمية، ومسؤولية مهمة من مسؤوليات المعلم، إذ يؤدي التقويم دورًا بارزًا وفاعلا في إنجاح تلك العملية بما يُحدِثه من توازن وتكامل بين مختلف عناصرها، وبما يرتبط به ارتباطا وثيقا من عمليات التطوير التربوي. فالتقويم الفاعل إذًا عملية منهجية منظمة ومخطط لها تستند إلى جمع البيانات والمعلومات وتفسير الأدلة بهدف إصدار الاحكام بدقة وموضعية واتخاذ الإجراءات المناسبة أي أنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بجمع المعلومات عن استجابات المتعلمين للتعلُّم
وبغية أن تكون عملية التقويم متكاملة وتؤدي الغرض المطلوب فلا بد من مرورها تتكون بمجموعة من المراحل
اولا التخطيط
ويكون التخطيط عادة قبل إجراء عملية التقويم يحدد المعلمون أو المشرفون التربويون، أو لجنة الامتحان العام،…الغرض من التقويم وأهدافه، وكيف ستتحقق ا لأهداف، والمهمات والمعايير التي يُحكَمُ في ضوءها على أداء المتعلمين
ثانيا جمع المعلومات
في هذه المرحلة يتولّى المعلم جمع المعلومات عن أداء المتعلمين إذ يُكلَّفون أداء مهمات و أنشطة تعليمية تعلمية تُظهِر ما تعلموه، وقد تختلف هذه المهمات أو الأنشطة شطة وفقًا لطبيعة المعرفة أو المهارة أو القيمة محلَّ التقويم، من مهمات مكتوبة وعروض صفية وتطبيقات عملية معتمدة على الأداء، وغيرها من المهمات الأنشطة التعليمية التعلمية
ثالثا إصدار الحكم
بناء على المعلومات التي جُمِعَت، يستطيع المعلمون إصدار الأحكام النوعية والكميّة على جودة التعلم ومستوى أداء المتعلمين، بمقارنة أدائهم الحالي بأدائهم السابق من جانب، ومدى تحقيقهم للمعايير المحددة من جانب آخر
رابعا اتخاذ الإجراءات
بعد إ صدار الأحكام، يتم اتخاذ ا لإجراءات الآتية
إبلاغ أصحاب العلاقة بإنجازات المتعلمين وأدائهم
إعداد برامج علاجية أو إثرائية
مراجعة المناهج والمواد الدراسية، والمنهجيات التعلمية المستخدمة لتحسين عمليات التعلم بشكل عام
تقويم الطلبة
العديد من المسميات في الأدب التربوي تناولت التقويم من حيث النوع والسلوب والمراحل …الخ وبشكل عام هناك نوعان من التقويم هما
أولا: التقويم التقليدي
يتبنى التقـويم التقلـيدي فلسـفة تربويـة تؤكد على إبراز الفروق الفردية بين المتعلمين، وفي الغالب يهتم التقويم التقليدي على ما اختزنه من معلومات محددة فهو قائم على قياس التحصيل الدراسي للطالب من خلال قياس مهارات ومفاهيم بسيطة لديه، وبالرغم من كون الطالب المحور في التقويم إلا أنه لا يشارك في تقويم نفسه بنفسه
ثانيا: التقويم الواقعي
هو تقويم قائم على قياس انجازات المتعلم تقويم يقيس شخصيّة الطالب بشتى جوانبها، حيث يجمع البيانات المختلفة عن الطالب، وذلك باستخدام استراتيجيّات وأدوات تقويم متعددة وينمي المهارات العقلية العُليا لدى الطالب حيث يشارك الطالب بتقويم نفسه. ومن الاستراتيجيات المستخدمة في التقويم الواقعي
استراتيجية التقويم المعتمد على الأداء
استراتيجية التقويم بالملاحظة
استراتيجية التقويم بالورقة والقلم
استراتيجية التقويم بالتواصل
استراتيجية التقويم بمراجعة الذات
أساليب التقويم انواعه
التقويم القبلي
وهو عبارة عن عمليّة تقويم تحدث قبل البدء بتنفيذ عملية التدريس، وتهدف هذه العملية إلى كشف وقياس مهارات الطلبة ومعارفهم وذلك قبل كل وحدة من البرنامج الدراسي، وبالتالي يساعد هذا النوع من التقويم على قياس تأثير البرنامج الدراسي خطوة بخطوة أو وحدة بوحدة
التقويم البنائي أو التكويني
ويُعتبر التقويم التكويني عملية تقويم تقوم على منهج منظّم، وهو يحدث خلال عملية التعليم وأثناءها، وهو يهدُف إلى تزويد المعلم والطالب بتغذية راجعة، وهو يساعد على تحسين عملية التعليم والتعلم في أثناء حدوثها
التقويم الختامي: وهو يحدث في نهاية الموقف أو العملية التعليمية، ويمكن فيه إعطاء قيمة رقمية أو لفظية أو غيرها تبيّن مقدار إنجاز الطالب وتحصيله العلمي
أدوات التقويم
هناك أدوات مختلفة يتم عمل التقويم من خلالها، ويعتمد اختيار الأداة المناسبة على أسلوب التقويم المُتبع، ويعتمد أيضاً على المعلم نفسه، وتشمل أدوات التقويم
قائمة الرصد وتسمى أيضاً قائمة الشطب: وهي عبارة عن قائمة بأفعال أو سلوكيّات يرصدها المعلم أثناء تنفيذ مهمة تعليميّة معينة، حيث يستجاب على فقراتها باختيار إحدى كلمتين (صح أو خطأ) أو (نعم أو لا). ويكون على شكل جدول مكوّن من ثلاثة أعمدة يحتوي العامود الأول السلوك أو الفعل المُراد تقويمه، وإلى جانبه عامودان بكلمتي نعم ولا، ويختار المعلم إحدى الكلمتين بناءً على ما يراه من الطالب، ويتم عمل نسخ من قوائم الرصد بعدد طلاب الفصل. وهي أداة تقيس وجود المهارة من عدمها لدى الطالب
سلالم التقدير
هما أداتان تعملان على قياس مدى مهارة الطالب في تنفيذ مهمة معيّنة أو مقدار ما اكتسبه من مهارة معيّنة، فهي تشبه قائمة الأفعال والسلوكيات التي في قائمة الرصد، ولكنها بدلاً من إجابة كل من فقراتها (بنعم أو لا) فإنها تجيب برقم أو لفظ يُعبّر عن مدى تدني أو ارتفاع تحصيل هذه المهارة. ويمكن أن يكون سلم التقدير عددياً فيجاب على فقراته برقم من 1 إلى 5 ، حيث يكون 1 للتعبير عن عدم اكتساب المهارة، ويكون 5 هو اكتسابها وإتقانها إتقاناً تاماً، كما يمكن أن يكون سلم التقدير لفظياً فيجاب على فقراته بكلمات مثل سيئ، جيد، جيد جداً، ممتاز، أو غيرها من الكلمات التي تناسب المهارة التي يتم قياسها
سجل وصف سير التعلم: وهو عبارة عن سجل أو دفتر يكتب فيه الطالب مواضيع إنشائيّة أو عبارات حول بعض الأشياء التي قرأها وتعلمها أو شاهدها أو مر بها، سواء في حياته الخاصة أم في الفصل، ويمكنه التعبير عن آرائه بحرية في هذا السجل، وهو يُعد بذلك استراتيجية لمراجعة الذات حيث يحتفظ الطالب بالسجل معه، ويجمع المعلم السجلات من الطلبة كل فترة بشكل دوريّ حتى يقرأها ويُعلّق عليها بشكل إيجابي وبنّاء، وهي تساعده بتقدير مستوى الطلبة وفهم ومعرفة ما يجول في بال كل واحد منهم، وبالتالي تقويمهم بشكل أدق
السجل القصصي
وهو يشبه إلى حد ما سجل وصف سير التعلم، ولكنه سجل يحتفظ به المعلم (ويكون لديه سجل خاص منفرد لكل طالب)، ويسجل فيه ما يفعله الطالب والحالة التي تمت عندها الملاحظة، ويحتوي السجل على ملاحظات المعلم عن سلوك الطالب وفروضه المدرسية وملاحظاته عن الأنماط المتكرّرة لديه مبيّنة بالمكان والتاريخ، ويتم تسجيل الأحداث فيه بطريقة وصفية. ويُعدّ السجل القصصي أداة تقويم حديثة تساعد على تقويم الطالب تقويماً واقعيّاً بشمل جميع النواحي المختلفة لتحصيله المعرفيّ، ويمكن استخدامه لأغراض تنبئيّة أو إرشاديّة أو غيرها من الأغراض. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا السجل يأخذ وقتاً في الإعداد حيث يتم عمله على مدى فصل دراسي كامل ولا يمكن استخدامه في عمل تقويم سريع وآني للطالب
معايير التقويم التربوي
حتى يكون التقويم ناجحا لا بد وأن يتصف بما يلي
الصدق
هو الأداة التي تقيس ما وضعت وصُمّمت لأجله، فمثلاً إذا صمّمنا اختباراً يقيس قدرة المتعلّم في مادة الحساب فيجب أن يقيس فعلاً قدرته على كيفية إجراء العلميات الحسابية المختلفة
الثبات
هو أن يُعطي نفس النتائج في كلّ مرةٍ يتمّ فيها اختبار مجموعةٍ من المتعلمين ذوي كفاءةٍ جيدة
الموضوعية
نعني بها عدم تأثّر نتائج الاختبار بالعوامل أو الآراء الشخصية للشخص الذي يقوم بعملية التقويم، وكذلك احتكامه إلى معايير ومقاييس محدّدةٍ وواضحةٍ في تفسير وتحليل نتائج الاختبار
الشمول : المقصود بالشمول أن تغطى عملية التقويم المظاهر والجوانب المختلفة للتعلم
الاستمرارية
يتميز البرنامج التقويمي الناجح بالاستمرار فالملاحظات اليومية والتقديرات والاختبارات المستمرة هي التي تشكل العمليات التقويمية وعن طريقها يحاول المعلم أن يقوم نمو الطلاب ويوجهه
التكامل
لابد من تكامل المعلومات فى استعمالها عند القياس بحكم معين، وعندما نضع خطة عمل بناء على هذا الحكم
ويجدر بالذكر الاشارة هنا أن المسميات تختلف لدى البعض ولكن تتفق في مضمون العمل
تقويم المعلم
مما لا شك فيه أن المعلم هو أحد الركائز الأساسية فى العملية التعليمية وهو المسؤول الأول عن تحقيق أهداف التعليم وعن إحداث التغيير في سلوك المتعلمين وتحقيق النمو الشامل والمتكامل للمتعلمين معرفيا ووجدانيا واجتماعيا
ومن هنا يجب على المعلم ان يكون ممتلكا ومتمكنا لمجموعة من المعارف والمهارات التي تعينه على اداء عمله
التخطيط
التنظيم
الحفز والدافع
القيادة
التقويم
المتابعة
ومن الجدير بالذكر أنه يمكن أن يكون أداء المعلم في ثلاث جوانب هي
الكفاءة المعرفية
التي يتوقع من المعلم أن يظهر باعتباره ناقلا للمعرفة واحد مصادر التعلم ووسيطا ثقافيا ويتعلق هذا الجانب من الكفاءة بالمحتوى التعليمي والمادة الدراسية التي يقوم على تعليمها
الكفاءة الادائية
التى تتمثل فى قدرة المعلم على استخدام طرق التدريس واستراتيجياته وأسلوبه فى التعليم ويتعلق هذا الجانب بالطريقة والأسلوب الذى يستخدمه المعلم فى توصيل المحتوى الى تلاميذه
الكفاءة الإنتاجية
وتتعلق بالمحصلة النهائية لنواتج التعلم التي يحققها لدى تلاميذه وما يتركه من تأثيرات فيهم
من الأساليب والأدوات التي يمكن استخدامها لتقويم المعلم
الملاحظة المقننة
الملاحظة بالمشاركة
المقابلة
التسجيلات المسموعة والبصرية
الاختبارات
التقارير الدورية
التعليق على المواقف
تقويم الاقران
تقويم التلاميذ للمعلم
المستوى التحصيلي للتلاميذ
تقويم اولياء الامور
يختلف الأدب التربوي حول المسميات والإجراءات الخاصة في عملية التقويم، ولكن في الكثير من الأحيان تتفق في الإجراءات والعمليات وتبقى العملية التقويمية مجالا للاجتهاد سواء في الاجراءات التي تسبق عملية التقويم او الاساليب أو الفئات المستهدفة في التقويم او من هم الذين يقومون بعملية التقويم وكيف