استراتيجية سكامبر
بقلم الدكتور مهند العسود
إن العصر الحالي فرض الإبداع ذاته كضرورة من ضرورات الحياة، حيث أن قوة الأمم في القرن الواحد والعشرون أصبحت تقاس بالإبداع لدى الأشخاص الذين لديهم عقول مبدعة وفاعلة، ولديهم القدرة على التفاعل مع المعرفة والتقنيات الحديثة والمطورة، حيث أن تسارع المعرفة الإنسانية يحتاج إلى سرعة مواكبتها للاستفادة منها والمساعدة في تطويرها، وهذا لا يحدث الا بوجود ثروة بشرية على درجة عالية من الإبداع والابتكار
ولذلك أصبح تعلم التفكير والتفكير الابداعي من اهم واسمى نتاجات التعليم المرجوة من المتعلمين
ومن الاسترتيجيات المستخدمة لهذا النوع من التعليم (تعليم التفكير) استرتيجية سكامبر والتي تعتمد بشكل اساسي على تطوير الافكار وتحسينها والخروج منها إلى فكرة جديدة من خلال مجموعة من الخطوات
أي انها تعتمد على النظر الى المعلومات المتوفرة عن المشكلة المنظورة، بشكل آخر بمعنى التفكير خارج الصندوق. وكمثال بسيط على ذلك عندما نكلف المتعلم بايجاد ناتج جمع عددين مثل 43+35 عادة ما يبدأ المتعلم بترتيب العددين أفقيا فوق بعضهما ثم يبدأ عملية الجمع بجمع منزلة الاحاد ثم العشرات. هذا هو التفكير العادي أو العادة المتبعة ولكن ماذا لو قام متعلم بتفكيك العددين مثلا ثم جمعها أي أن يجري العملية كالتالي
3+40+5+30 أو 40+30 ثم يضيف 3+5 وهكذا يكون المتعلم قد ابتكر طريقة أخرى ليجد ناتج الجمع بعد ان فكر بطريقة أخرى خارجة عن المألوف
ولنعرف آلية استرتيجية سكامبر في تعليم التفكير نود أن نبين أولا من أين جاء هذا الاسم لما له من دلالة في آلية التنفيذ فالاسم المكون من سبعة حروف (ٍSCAMPER) مأخوذ من الحرف الاول لعشر كلمات باللغة الانجليزية كما يلي
من الجدول السابق نلاحظ أن الكلمات وكأنها كلمات مفتاحية للخطوات العشرة المتبعة في استراتيجية سكامبر والتي تكون من خلال طرح هذه الأسئلة
(بدل) هل يمكن إبداله أو تغيره ؟
أي … ماذا يمكن أن يحل محله و هل يمكن تغيير مكوناته أو المادة المصنوع منها أو جعل قوته مختلفة أو هل يمكن وضعه في مكان آخر
(ادمج او اضف) هل يمكن استخدام الدمج ؟
أي .. هل يمكن الدمج بينه و بين أشياء أخرى أو المزج بين المكونات أو بعض الأشياء أو إعادة تركيبه أو الدمج بين الأفكار أو الأهداف … كإضافة ساعة رقمية إلى قلم الكتابة
(كيف) هل يمكن توفيق الشيء أي جعله متوافقا مع أشياء أخرى؟
أي ما لذي يشابهه من الأشياء ؟ هل يمكن أن نصنعه بطريقة مشابهة لشيء آخر ؟
( عدل ) هل يمكن تعديله ؟
أي .. هل يمكن تغييره بشكل جديد ؟ أو تغيير لونه أو حركته أو صوته أو رائحته أو شكله أو أية تغييرات في أشياء خاصة به
( كبر) هل يمكن تكبير مساحته ؟
أي هل ممكن إضافة شيء عليه أو الزيادة من تردده أو ظهوره أو قوته أو ارتفاعه و طوله أو سمكه أو قيمته أو مضاعفته
(صغر) هل يمكن تصغير مساحته ؟
أي ماذا نستبعد منه هل نجعله أصغر ، هل نقوم بتركيزه و تكثيفه أو نجعله مصغرا أو نزيد من انخفاضه أو تخفيض سعره أو جعله أكثر بساطة
(ضعه في استخدامات اخرى)
تخيل الشيء في وظيفة أو استخدام جديد ؟
كاستخدام أعواد الثقاب في بناء نموذج لبرج
(احذف) الحذف
كحذف بعض الأجزاء من الشئ مثلا ماذا لو حذفنا الأوراق من بيئة العمل أو لو حذفنا أحد إطارات السيارة
(اعكس أو اقلب) هل يمكن عكس أو قلب حالة الشيء ؟
أي هل يمكن تغيير الوظائف السالبة و الموجبة للشيء أو القلب بينها او تحويل الجانب الأيسر ليكون في الجانب الأيمن أو تغيير الشي من الأمام إلى الخلف من أعلى إلى أسفل أو قلب الأدوار
(اعادة ترتيب) هل يمكن إعادة تنظيمة ؟
هل يمكن إحداث تغيير في شكله أو في بناءه أو تصميمه أو تغيير شكل العلاقة بين السبب و النتيجة أو تغيير سرعته أو جدوله الزمني
نلاحظ أن هذه الخطوات تعمل على إجراء معالجات ذهنية بواسطة قائمة لتوليد الأفكار تسهم في تنمية الخيال والتفكير الابداعي ، ويمكن أن يتم ذلك من خلال تقديم البرامج والأنشطة التي تهدف إلى تعليم التفكير بشكل مستقل عن المناهج الدراسية العادية، وتكون منهجًا منفرداً كبرنامج إثرائي مستقل لتنمية التفكير الابداعي، أو من خلال تقديم الأنشطة وتنمية التفكير الابداعي بشكل غير مباشر وتقديم الاستراتيجية داخل محتوى المنهج الدراسي العادي، وعند استخدام استراتيجية سكامبر فإنه ليس من الضروري استخدام جميع الخطوات المذكورة، بل يمكن اختيار بعض منها بحسب ما يتناسب مع طبيعة الدرس المطروح، والمهارة المطلوبة، وهذا يعني أن استخدام الاستراتيجية سيعتمد على ما هو ملائم لموضوع الدرس
تتميز هذه الاستراتيجية باهتمامها بتنمية التفكير الإنتاجي الذي يمثل نموذجًا آخر لنموذج حل المشكلات المقترحة و الذي يتكون من تعاقب مجموعة من العمليات المتفاعلة مع تخزين الذاكرة، بهدف توعية المتعلمين للاتجاهات المعرفية في عملية حل المشكلات
دور المعلم فى إسترتيجية سكامبر
تحديد الأهداف التى يريد المتعلمين تحقيقها من خلال الأنشطة والمواقف المختلفة وتصميم المشكلة محور النشاط
– عرض المشكلات التى تتحدى عقول المتعلمين وتثيرهم للبحث والإستقصاء
– يقوم بمثابة القائد والموجه للمتعلمين حيث يقوم بشرح خطوات استراتيجية سكامبر والأسئلة
الإرشادية المتضمنة بكل خطوة بطريقة تتناسب مع المستوى العقلى للمتعلمين
– تدريب المتعلمين على استخدام مخطط استراتيجية سكامبر لتوليد الحلول الجديدة وغير المألوفة
للمواقف والمشكلات المطروحة عليهم
تهيئة المناخ الصفى والبيئة التعليمية ليسهل الفرصة أمام المتعلمين لإثارة النقاش والعمل التعاونى مما يساعدهم على الإستفادة من المعلومات والخبرات المتوفرة لديهم
تنظيم الوقت التعليمى للمتعلمين لتوفير فرص للتدريب على استراتيجية سكامبروخطواتها مما يساعد على حل المشكلة المطروحة والتوصل للحلول الجديدة
دور المتعلم فى استراتيجية سكامبر
باحث عن المعلومات وقد يكون مصدرا لها
يشارك بفاعية فى عرض الأفكار
ينقل خبراته إلى مواقف مشابهة
يختار ما يناسب من مكونات مخطط استراتيجية سكامبر لتنفيذ الحل وطرح أكبر عدد من الأفكار
الجديدة والمتكرة
الحوار والمناقشة عن طريق طرح الأسئلة على المعلم والافتراضات التى يكونها والحلول الجديدة
والتفسيرات التى يقدمها لحل المشكلة
قبول وجهات نظر الآخرين والبدائل التى يطرحونها فى المواقف أو المشكلة المطروحة والاستفادة منها
إيجابيات التدريس باستخدام استراتيجية سكامبر
من أبرز إيجابيات التدريس باستخدام سكامبر ما يلي
تنمية الخيال، وبخاصة الخيال الابداعي لدى المتعلمين
إكساب المتعلمين، وتعليمهم ممارسة أساليب توليد الأفكار
تنمية مهارات التفكير بشكل عام والتفكير الإنتاجي بشكل خاص لدى المتعلمين
تمكين المتعلمين من توليد الأفكار الابداعية حول القضايا التي تعرض عليهم
اثارة حب الاستطلاع، وتحمل المخاطر، وتفضيل التعقيد لدى المتعلمين
مساعدة المتعلمين على تعميم الخبرات المكتسبة في مواقف حياتية مختلفة، بعد تقديمها لهم في سياقات متنوعة